حوّلت قوات الاحتلال وسط المدينة المقدسة إلى ما يشبه ساحة الحرب بفعل ملاحقة دورياتها العسكرية والشرطية الراجلة والخيّالة لنشطاء وصحفيين ومُسعفين مقدسيين خلال فعالية مركزية نظمها المقدسين إحياءً لذكرى يوم الأرض الخالد. واعتقلت قوات الاحتلال خلال ملاحقاتها لقمع الفعالية الشعبية ثمانية مقدسيين واعتدت على عشرات المواطنين والصحفيين وأصابت عدداً كبيراً منهم بالقرب من باحة باب العامود (أحد أشهر بوابات القدس القديمة) وشارعي السلطان سليمان وصلاح الدين وسط المدينة. وكانت مسيرة جماهيرية-بمناسبة يوم الأرض، انطلقت من أمام متحف فلسطين "روكفلر" قرب أسوار المدينة التاريخية، بمشاركة نشطاء من القوى الوطنية والرجال والنساء والشبان المقدسيين، واخترقت شارعي الزهراء وصلاح الدين، حيث فرقت قوات الاحتلال المشاركين بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والقنابل الغازية السامة المسيلة للدموع والقنابل الصوتية الحارقة. ورفعت المشاركات والمشاركين العلم الفلسطيني وهتفوا هتافات مندّدة بالاحتلال وأخرى تطالبه بإنهاء احتلاله عن الأرض الفلسطينية في ذكرى يوم الأرض الثامنة والثلاثين. وأوضح مراسلنا في المدينة بأن قوات خاصة اقتحمت عدداً من الشبان بعد الاعتداء عليهم بصورة وحشية، واقتادتهم إلى مركزٍ تابعٍ لشرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين، كما اقتحمت عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة وحرس حدود الاحتلال بعض المحال التجارية في الشارع خلال ملاحقاتها للمشاركين في المسيرة. وتركزت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب العامود استخدمت خلالها قوات الاحتلال العنف واعتدت بصورة وحشية على المارة وأصابت عدداً من الأطفال والمسنين، وتم نقل بعضهم الى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج. ولفت مراسلنا الى أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد طواقم الصحفيين وأصابت عدداً منهم بإصابات متفاوتة عُرف من بينها إصابة المصور الصحفي جميل قضماني بقدمه، والمصور الصحفي أحمد غرابلي بقنبلة صوتية في مقدمة الرأس مباشرة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسليمان خضر برصاصتين مطاطتين بالصدر والقدم، والمصور محمد عشو، إضافة إلى اعتداءات مختلفة على عدد كبير من الصحفيين والمُصورين. في حين أصيب عدد من المُسعفين المقدسيين عُرف منهم: كما مروان سليمان، وفؤاد عبيد، وإياد أبو اسنينة. إلى ذلك، أوضح نادي الأسير في القدس أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من المشاركين في مسيرة يوم الأرض عُرف منهم: طارق العسولي، وسامر أبو عيشة، وأحمد المصري، ومنذر الحرباوي، وأكد النادي أنه تم الاعتداء بوحشية على المعتقلين قبل وبعد الاعتقال.