21.67°القدس
21.29°رام الله
20.53°الخليل
23.21°غزة
21.67° القدس
رام الله21.29°
الخليل20.53°
غزة23.21°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

خبر: "الأرض بتتكلم عربي" رغم التهجير والتهويد

يشكل "يوم الأرض" معلماً بارزاً في تاريخ النضال الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الفلسطينية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت ـ وما زالت ـ تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه. فللمرة الأولى منذ نكبة فلسطين واغتصابها عام 1948، ينتفض الفلسطينيون في الأراضي المحتلة ضد القرارات الإسرائيلية المجحفة وكان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض في مثل هذا اليوم عام 1976،هو قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الإسرائيلية في سياق مخطّط تهويد الجليل. واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين ارتقى حينها ست شهداء وعشرات الاصابات فضلا عن مئات المعتقلين. لم تنته معركة الأرض بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات التهجير والتهويد مستمرة حيث نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية الإسرائيلية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا. حساسية هذه الذكرى اليوم تأتي في وقت حساس ودقيق تمر به القضية الفلسطينية وعنواها الأساسي الأرض، إذ يسعى الاحتلال الإسرائيلي جاهدا بكل الطرق سواء "التفاوضية" أو "الاغتصابية" للسيطرة على هذه الأرض لتحقيق ما يعرف بالدولة "اليهودية". وأخطر ما في العملية التفاوضية الجارية الآن بين السلطة والاحتلال ، ما بات يعرف بتبادل الأراضي حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه يرفض "أي تسوية لا تتضمن تبادل أراضي وسكان مع الفلسطينيين". وأضاف ليبرمان وهو زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أحد المكونات الأساسية لحكومة بنيامين نتنياهو"لا يوجد سبب لعدم نقل سكان وادي عارة ومنطقة المثلث للدولة الفلسطينية وأنا لن أوافق على حق العودة حتى لفلسطيني واح. " والأخطر في ذلك هو أن فكرة تبادل الأراضي كانت حاضرة دائماً في ذهن المفاوض الرسمي منذ انطلاق عملية التسوية في تسعينيات القرن الماضي،كما يقول الباحث ماجد عزام وباتت أكثر صراحة ووضوحاً مع رئيس السلطة محمود عباس الذي تنازل على بلدته الأصلية "صفد". وبمراجعة بسيطة لمجريات ما جرى بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت ربيع وصيف العام 2008 تظهر أن الأخير عرض فكرة تبادل أراضي في حدود 6 بالمائة، بينما وافقت السلطة على تبادل طفيف - كما قالت الجامعة العربية - ومتساوٍ في القيمة والنوعية، وفي حدود 2 بالمائة من أراضي الضفة الغربية وفق قاعدة أن تقام الدولة الفلسطينية على أراضٍ مساوية تماماً لتلك التي احتلت في حزيران يونيو 67 دون الالتزام التام بالحدود التي كانت سائدة آنذاك. واعتبر عزام، تبادل الأراضي يتساوق أو ينسجم في الحقيقة مع فكرة التقسيم التي تعتبر إحدى الأسس التي استندت عليها عملية التسوية بمنحاها الحالي، ولكن ليس وفق القرار الشهير 181، وإنما وفق قراري 242 و338 علماً أن التقسيم لم يكن يوماً الخيار المناسب والعادل بين الشعب الخاضع للاحتلال والقوة القائمة بالاحتلال، كما هو الوضع الآن في فلسطين. وكانت ولا زالت الأرض الفلسطينية تعتبر الركيزة الأولى لإنجاح "المشروع الصهيوني" كما أشارت "الأدبيات الصهيونية" وخاصة الصادرة عن "المؤتمر الصهيوني" الأول في بال بسويسرا عام 1897م. غير أن مخططات التهويد والاستيطان لم تستطع اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم إذ لا زالوا يشلكون أكثر من 20% من "سكان إسرائيل" وتخشى السلطات الإسرائيلي هذا التهديد "الديموغرافي" لذلك تسعى جاهدة إلى التخلص من "هذه القنبلة الموقوتة" عبر التهجير القسرى إن لم يتم عبر المفاوضات مع السلطة فيما يعرف بتبادل الأراضي. ويذكر في هذا السياق أن سلطات الاحتلال هدمت خلال العام الماضي(2013) 697 منزلا في النقب المحتل وتظهر المعطيات أن عمليات الهدم شهدت عام 2013 ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ عدد المباني التي هدمت عام 2012 369 مبنى، وحسب تقرير لوزارة الداخلية الإسرائيلية بلغ عدد الملفات التي تعاملت معها الوزارة خلال عام 2013 618 ملفا، نفذ منها 419. ورغم الانشغال العربي و الإسلامي عن فلسطين الأرض والهوية فضلا عن الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة إلا أن الفلسطيني يثبت مع الأيام أن الأرض ودفاعه عنها هي "عنوان وحدتنا" رغم عمليات التهويد والاقتلاع القسري. ومع صعوبة الوضع المعيشي للفلسطيني إلا أن ذلك لم يشغله عن أرضه حتى وإن كانت مجرد ذكرى كل عام فإنه يؤكد بإحيائه لهذه الذكرى انتمائه لأرض الآباء والأجداد "التي لا زالت تتكلم عربي رغم عمليات التهويد". ودعا ائتلاف شباب الانتفاضة السبت، إلى الانتفاض اليوم في وجه الاحتلال في قطاع غزة، والقدس والضفة المحتلتين، بمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالد. وأوضح الائتلاف أنه سيقيم مهرجاناً بعنوان "ملح الأرض" بالقرب من الحدود الزائلة مع أراضينا المحتلة في منطقة "نحال عوز، شرق مدينة غزة، اليوم في تمام الساعة الثانية ظهراً. وفي الداخل الفلسطيني المحتل،دعت لجنة المتابعة العليا الى المُشاركة والتفاعُل مع هذه المناسبة ونشاطاتها ورسائلها، في مواجهة المخاطِر الجماعية التي لا تستثني أحداً، والتي تتطلب أقصى دَرجات الوحدة الوطنية الكفاحية. ومع الإصرار الفلسطيني على التمسك بالأرض دون التنازل عن شبر منها، يزداد أمل ملايين اللاجئين حول العالم بالعودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها قسرا عام 48 لينعموا بنعيم ديارهم دون احتلال أصبح مع كل يوم إلى الزوال أقرب.