يقف "محمد" في طابور منذ الصباح أمام أحد البنوك في غزة منتظراً دوره في استسلام الراتب الذي صادف اليوم "الأول من إبريل" المشهور " بكذبة إبريل" من كل عام. تتعالى الضحكات حول "محمد" في طابور الانتظار، مطلقين نكات تعارف الكثير عليها في مثل هذا اليوم. غير أن محمد فاجأ من حوله بسؤال: ماذا لو اكتشفنا أن الراتب اليوم "كذبة إبريل"! لم يكد ينتهي من سؤاله هذا حتى سمع صوتا من ورائه يقول: فال الله ولا فالك. تدارك محمد نفسه حتى يريح بال من خلفه بتوضيح مقصده: راتب كامل "كذبة إبريل"، رد بابتسامة: إذا هيك صحيح. في إشارة منه إلى أن الموظفين اعتادوا منذ أشهر في غزة على استلام نصف راتب بسبب الحصار السياسي والاقتصادي على الحكومة ما وضعها في ضائقة مالية. و"كذبة أبريل" هي تقليد أوروبي، يعود نشأته إلى أواخر القرن الرابع عشر، وانتشرت في أنحاء العالم، وهي مزحة سنوية، وأسلوب من أساليب الفكاهة والسخرية، فالكل يتساءل عن كذبة هذه السنة، والكل يسخر من تصريحات جادة أو أخبار مفاجئة، ليصفها بأنها "كذبة إبريل"،لتصبح إحدى التقاليد الشعبية على اختلاف الجنسيات والأعراق. فلسطينيًا درج الكثير من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي على نشر "مزحات" مشابهة منها أن مصر تقرر فتح معبر رفح المنفذ الوحيد للغزيين بصورة دائمة، وهو أمر يناقض واقعًا نعيشه منذ انقلاب 3 يوليو الماضي، حيث يفتح المعبر منذ ذلك الحين استثنائيًا لأيام معدودة. فيما نقل آخر خبرًا يقول إن الحكومة: "تقر إجازة لمدة يومين تشمل القطاعين العام والخاص بدءاً من صباح غد" مذيلا تغريدته : هذا حلم الليلة. أما كذبة إبريل وكذبة كل الشهور ، تقول إن رئيس السلطة محمود عباس قرر تخليه عن منصب "رئيس الجمهورية" وإعلان الكفاح المسلح ضد "إسرائيل" والتمسك بالعودة إلى بلدته الأصلية "صفد" الأمر الذي يخالف السياسة التي ينتهجها منذ سنوات. والأمر ذاته ينطبق على "كذبة السلام والإنسانية" أثبتها واقعًا، "القتل البطيء" لأكثر من مليون و700 ألف فلسطيني في غزة والقتل المستمر في سوريا منذ ثلاث سنوات، وسط صمت العالم الذي يدعي التمسك بهذه المبادئ. عربياً قال أحدهم: "إن ملك السعودية يتنازل عن الحكم لولي العهد الأمير سليمان على الطريقة القطرية؛ لافساح المجال أمام جيل الشباب، مع أن عمر الأول 90 عامًا والثاني 88 عامًا". وفي مصر تداول "النشطاء" كلمات رددها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على اعتبار أنها "كذبة" السنين، منها "انتو مش عارفين أنه انتو نور عنينا ولا ايه" و"مصر ام الدنيا وحتبقى أد الدنيا"، وقوله: إنه لا أطماع له في السلطة، ولن يكتب التاريخ أن الجيش المصري سعى إلى سلطة" وكان قبل أيام أعلن عن ترشحه للرئاسة التي تجري أواخر الشهر المقبل. وكان مؤلمًا قول المغرد السعودي بندر العنزي "نحن الأمة العربية لا نحتاج " إبريل " لنكذب " كذبة إبريل " .. معظم تاريخنا كذب وما زلنا نكذب في جميع الشهور ".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.