[color=blue]غزة- هدى الدلو[/color] ربة البيت هي عموده وأساس حيويته ونشاطه، فهي للبيت كما الروح للجسد، إنها الجندي المجهول الذي لا يعرف قدره إلا من عرف قدر الكفاح من أجل الآخرين، فهي التي تحترق كي تضيء شمعة في بيتها لتنير لأهل البيت دروبهم، ولكن نجدها في طي النسيان، وإهمال يقتل فيها الروح. قال د.فوزي حرب رشيد المستشار التربوي والاجتماعي: "هناك نظرة دونية إلى ربة البيت في الثقافة العربية عامة، فهي ملزمة بأعمال البيت، ومن أسباب إهمال ربة البيت ضعف الوازع الإيماني عندهم، وأسباب ثقافية، منها سيادة ثقافة الذكورية في العالم العربي". وأضاف: "وأيضًا بسبب الموروث الاجتماعي، فحتى في علاقات الزواج إن النظرة الاجتماعية تتجه إلى أن الأم لا تبحث عن زوجة لابنها لإقامة أسرة يسعد بها ابنها، وإنما لجلب بنت تساعدها في أعمال البيت، أو تلقي بأعمال البيت جميعها عليها، وقد يكون العامل الاقتصادي سببًا في عدم تلبية متطلباتها، ما يشعرها بالإهمال والنسيان". وذكر د.رشيد أن الحالة النفسية والمزاجية لأهل البيت، وتدخل الأطراف الخارجية يضعانها في خانة الإهمال. وبين أن إهمال ربة البيت يؤدي على الصعيد النفسي إلى إحباط لمعنوياتها، الأمر الذي قد يصل بها إلى الانطوائية أو الانعزال الفردي، أو الوسواس القهري، هذا علاوة على التوتر النفسي والاضطرابات العصبية، فتفقد ثقتها بالآخرين، ما يجعلها ضعيفة الشخصية مهزوزة. وعلى الصعيد الاجتماعي لفت د.رشيد إلى أن علاقاتها الاجتماعية تتأثر سلباً نتيجة حرمانها الحنان، فتجدها بذلك غير قادرة على تكوين صداقات نسائية مع جيرانها أو غيرهم، وتجدها أيضاً لا تستطيع الاحتفاظ بعلاقاتها القائمة، منوهًا إلى أنها تتأثر في تربيتها لأبنائها بالتفريق بينهم، وتغذية الحقد في نفوسهم. وتابع حديثه: "حتى إنها تسري في البيت الذي تُهمل فيه ربته ثقافة الاستهتار وعدم المبالاة والعبثية، وغير ذلك من الأمراض الثقافية، ما يؤدي بأهل البيت إلى الهاوية، فتُفقد البوصلة، ويضل الربان، وتزيغ سفينة البيت عن مسارها الصحيح؛ فلا تصل إلى بر الأمان". واستكمل د.رشيد: "لابد من التوعية الإيمانية والتثقيف المجتمعي، عن طريق النشرات والدروس والمواعظ، واستثمار الانتشار الكبير لوسائل الإعلام ومخاطبتها الواسعة النطاق بالتعريف بربة البيت وأهميتها في البيت وضرورة وجودها، وكيف يكون احترامها وتقديرها؛ حتى ينشأ النشء على الاحترام والطاعة والاهتمام". وأكد ضرورة تقديم برامج توعوية تثقيفية لربات البيوت؛ حتى يكتسبن مهارة جذب الآخرين بطريقة مغناطيسية؛ لكسب ودهم وتعاطفهم بتلبية رغباتهن، والتقليل من طلباتهن التي تجعل أهل البيت يشيحون بوجوههم عنهن، ما قد يصل إلى الإهمال أو القطيعة أو النسيان. وختم د.رشيد حديثه: "وعلى ربة البيت قدر الإمكان تجنب المشكلات التي قد تقع في البيت فتكون هي الضحية، فكلما كانت ربة البيت هادئة متزنة رزينة؛ فرضت احترامها وزاد إقبال أهل البيت عليها".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.