خبر: تقرير: استمرار التلوث بالضفة يجعل الحياة مستحيلة
06 ابريل 2014 . الساعة 09:14 ص بتوقيت القدس
في فلسطين تعاني البيئة من انتهاكات الاحتلال الجسيمة التي تهدف إلى جعل الحياة مستيحلة على ما تبقى من أراض بعد مصادرة مساحات واسعة بغرض بناء المستوطنات والمعسكرات والمصانع، حيث يضخ الاحتلال ملايين الأمتار المكعبة من المياه العادمة الخارجة من المستوطنات التي تلف الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يؤدي إلى دمار بيئي هائل يتمثل في إتلاف المحاصيل الزراعية وتلوث المياه الجوفية وإحداث أضرار بالثروة الحيوانية. كما تقوم المصانع الإسرائيلية القريبة من جدار الفصل العنصري بتلويث البيئة من خلال ما يصدر منها من غازات سامة وتعمد رمي المخلفات الصناعية في أراضِ المدن والقرى الفلسطينية القريبة من هذه المصانع، مما أدى إلى تغير لون الأرض إلى الأسود لتصبح غير صالحة للزراعة، بفعل تركز عناصر كيميائية ضارة تؤدي لانسداد مسامات التربة. ووفقا لما ذكره مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني فإن ثمانية مصانع تحيط مدينة طولكرم داخل الخط الأخضر غرب المدينة تضخ مخلفات المستوطنات والمياه العادمة إلى وسط التجمعات السكنية وهي: غيشوري للدهانات والمواد الزراعية، بلاستيك، ياميت، محطة لتعبئة الغاز، كرتون، مصنع الأقمشة غير المصبوغة، مصنع إنتاج ألواح الخشب، مصنع اللوحات الالكترونية. وعلى مدخل كل مدينة فلسطينية هناك مكب للنفايات الصلبة والمخلفات الإسرائيلية الخارجة من المستوطنات والمصانع المحيطة بمدن الضفة الغربية، فمن الجنوب الفلسطيني المحتل بالقرب من مدينة الخليل يقع مكب دير سامت ومكب آخر بالقرب من بلدة إذنا، وفي منطقة رام الله ومن الجهة الغربية هناك مكب قرى نعلين وشقبا وبدرس وشبتين، وفي منطقة بيت لحم بالقرب من قرية بتير هناك مكب آخر، وكذلك في الشمال الفلسطيني في منطقة طولكرم يوجد مكب شوفة وكفر جمال، وفي نابلس يوجد مكب بالقرب من قرية عينابوس وجماعين، وفي منطقة جنين مكب عرابة، وفي قلقيلية يوجد مكب جيوس وفي مدينة القدس فإن أشهر مكب هو كسارة البجه. ووفقا لتحاليل وزارة شؤون البيئة الفلسطينية ثبت وجود 17 مادة كيميائية في مكب نفايات قلقيلية وهذه المواد لها تأثير خطير على الغطاء النباتي والمياه الجوفية والثروة الحيوانية. ومن بين هذه المواد الكيمائية الإسبست، وفكتين، بيروكسين، بوتاسيوم عضوي، فتاليت، ميتوليت. ووفقا لدراسة قام بها الدكتور راقي شبيطة أستاذ الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية تحدث عن زيادة في نسبة السرطان في بلدة عزون القريبة من مدينة قلقيلية بسبب مكبات المستوطنات وذلك بعد أخذ عينات من المياه من فوهة البئر الارتوازي ومن شبكة المياه الموجودة في البلدة وقام بتحليلها في مختبرات جامعة النجاح الوطنية الأمر الذي أشار إلى تلوث المياه بالرصاص الآتي من بطاريات السيارات. ويهدد هذا التلوث صحة الإنسان الفلسطيني، ففي هذه المناطق تنتشر الأمراض الجلدية والسرطان والأمراض المعوية ويؤدي كذلك إلى انتشار الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معاناة الفلسطينيين في الأماكن القريبة وتجعل حياتهم مستحيلة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.