اتفق محللان سياسيان على أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يستخدم جامعة الدول العربية لأجل الحصول على "غطاء" له في المفاوضات التي تجريها السلطة مع الاحتلال الإسرائيلي، ورأوا أن قرار الاجتماع العربي سيكون داعماً ومؤيداً لاستمرار المفاوضات وليس وقفها. ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، في حديث خاص بـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، الثلاثاء، أن رئيس السلطة دائماً يبحث عن غطاء عربي في كلّ تحركاته السياسية سواء في إجراء المفاوضات أو الذهاب للمنظمات الدولية. وأضاف "أبو مازن يريد تمديد المفاوضات بغطاء عربي حتى يحمّل العرب مسؤولية التمديد أو رفض التمديد لأن القضية الفلسطينية تخصّ الوطن العربي بشكل عام". الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصوّاف وافق ما ذهب له أبو سعدة في أن عباس يبحث عن "غطاء" له في تحركاته، مضيفاً "عادة ما يلجأ محمود عباس للجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب من أجل أن يكونوا "محللاً" له في مشروعه التنازلي عن حقّ الشعب الفلسطيني". وتابع الصوّاف في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، الثلاثاء، "اليوم المفاوضات من وجهة نظري "متعثرة" وهو يريد أن يلقي بالموضوع الفلسطيني في حجر الدول العربية، وكان الأولى به أن يلقي الكرة في حجر الفصائل والشعب الفلسطيني وليس في حجر المفرطين (...) الذين اعترفوا بحقّ إسرائيل في الوجود". واستشهد الصواف بتصريحات تسيبي ليفني وزير العدل الإسرائيلية التي كشفت خلالها عن زيارتها لـ11 دولة عربية وقالت أنها استمعت منهم ما يثلج صدرها، معقّباً "هؤلاء لن يكون موقفهم أفضل من موقف محمود عباس، وسيوافقون له على ما يريد". [title]لا يملكون أمرهم[/title] وحول ما إذا كانت الدول العربية قادرة على رفض دعم المفاوضات ومطالبة السلطة بالتخلي عنها، قال أبو سعدة "الدول العربية عامة تتأثر بشكل كبير بالموقف الأمريكي (...) لكن هناك خطوط لا يمكن التعدي عليها ومثال ذلك رفضهم الاعتراف بيهودية الدولة". أما الصوّاف فقد أّكد أن القادة العرب لا يملكون شيئاً من القضية لأن عباس نفسه لا يملك أمره، فهل يملك وزراء الخارجية العرب، الذين لا يملكون قرار أنفسهم، أن يقضوا في قضية كالقضية الفلسطينية؟، على حدّ تساؤله. وتابع "هم (القادة العرب) مهيؤون لتقديم التنازلات. وطالما أن أصحاب القضية (السلطة الفلسطينية) تنازلوا فهل سيكون القادة العرب ملوكاً أكثر من الملك؟! لا أعتقد ذلك". [title]لا غطاء مالي[/title] واتفق المحللان السياسيان الفلسطينيان على أن الدول العربية لن تقوم بتوفير غطاء أو دعم مالي للسلطة الفلسطينية حال رفضها استمرار المفاوضات وتعرّضها لعقوبات اقتصادية إسرائيلية أو أمريكية. ويقول أبو سعدة: "في مرات سابقة لم تستطع الدول العربية أن توفّر دعماً مالياً للسلطة، فهناك دولٌ تلتزم مثل الجزائر التي لم تتخلف إطلاقاً عن دعم السلطة، وكذلك السعودية والكويت، وهناك دول أخرى ترفض دعم السلطة لأسباب سياسية". أما الصوّاف فقد أكد أن الشعب الفلسطيني يمتلك تجربة كبيرة فيما يتعلق بالدعم العربي للقضية الفلسطينية "حيث اتُّفق على تخصيص مبلغ مليار دولار لأجل القدس وأهل القدس "ولم يدفع في هذا الصندوق سوى دولة قطر". وفي انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة، يبقى لسان حال الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة "لكم مفاوضاتكم وتنازلاتكم، ولي ثوابتي وحقوقي.. ومعي سلاحي".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.