31.12°القدس
30.88°رام الله
29.97°الخليل
29.73°غزة
31.12° القدس
رام الله30.88°
الخليل29.97°
غزة29.73°
الأحد 14 سبتمبر 2025
4.52جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.34

خبر: أحمد: رفقاء السوء دفعوني للأترمال

للمخدرات والأترمال المدمر أضرار صحية كبيرة على متعاطيها – لا شك في ذلك - ، فلقد ذكر الأطباء ما يقرب من تسعة وعشرين ضرراً من هذه الأضرار، وما أكثر ضحايا المخدرات التي غصت بها المستشفيات العقلية والنفسية. كما أن للمخدرات أضرار اجتماعية على متعاطيها وعلى المجتمع ككل؛ حيث تلقي بظلالها على الحالة المعيشية والسكنية والتعليمية والأخلاقية في الأسرة، الأمر الذي أدى لإلحاق الويلات بكثير من الأسر من ورائها، من تشرد وحرمان وفوضى وخلافات. الشاب "أحمد" البالغ من العمر 25 سنة، يتحدث عن قصة سقوطه في وحل الأترامال المدمر التي كان رفقاء السوء السبب الرئيس فيها، يوسوسون في عقله كما يوسوس أتباع إبليس ويوهمونه بأنه على الطريق المستقيم. نشأ "أحمد" بين أحضان أسرة بسيطة دخلها محدود، وكان ملتزاً في المساجد مُحافظاً على الصلوات.. تركَ دراسته في المرحلة الإعدادية قاصداً العمل في أي حرفة علّه يساعد أهله في جلب لقمة العيش. مُضطراً لا راغباً، التحق "أحمد" في العمل بالأنفاق الحدودية منذ بداياتها، فشارك في أعمال الحفر وتوريد البضائع عبرها شأنه كشأن مئات الشباب، يحصل دخلاً يومياً بقيمة 150 شيقلاً. يضيف "أحمد": "كنت أعمل برفقة مجموعة من الأصدقاء – الذين كانوا مدخنين ومتعاطين لعقار الأترامال - ، الذين ألحوا عليّ بتعاطي حبوب الأترامال، التي أوهموني أنها مسكنة للآلام ومعينة على تحمل ضغط العمل". ويكمل حديثه: " رفضت في بادئ الأمر تعاطي أيّ من تلك الحبوب، لكنهم لكني استجبت تحت ضغط إلحاحهم، فبدأت بتعاطي حبة أو نصف الحبة يومياً وكانت طريقي للتدخين والإدمان". هنا بدأت طريق "أحمد" في الإدمان والإتجار بالحبوب المخدرة، حيث لم يكتفِ بالتعاطي وارتبط بشكل مباشر بتجار تلك الحبوب لتوريدها والتجارة بها. يستطرد "أحمد": "بدأت ببيع كميات قليلة من الحبوب أكسب منها مبالغ لا بأس بها، فبدأت شهوة حب المال تتشبع لدي، ودخل النهم إلى قلبي وعقلي لأصبح تاجراً للحبوب المخدرة وتوزيعها على الشباب في منطقتنا". يكمل "أحمد" حديثه": "بعد فترة كبيرة قضيتها في التعاطي والتجارة بتلك الحبوب المدمرة، وحالة الضياع وإهدار المال والصحة التي ولغتُ بها، تم القبض عليّ وسجني لأول مرة بتهمة تعاطي الأترامال وبيعه، ثم خرجت بكفالة مالية بعد قضاء ستة أشهر في مركز الإصلاح والتأهيل". لم يتورّع "أحمد" عن أفعاله نتيجة السجن، فما لبث أن عاد إلى عادته التي أدمن عليها في التعاطي والإتجار، نتيجة تزيين أصحاب السوء وإغرائهم بالمال. يقول "أحمد": "وبعد فترة ليست بالطويلة، ونتيجة لعدم توبتي تم القبض عليّ مرة أخرى إثر وِشاية من أحد المتعاطين، فلم يساعدني أحد من أهلي ولا أقربائي لدرجة أنهم لم يعودوا يزورونني، وحتى خطيبتي قطعت صلتها بي". تترقرق عيون "أحمد" بالدموع، فيضيف: "الآن أعض أصابع لوصولي لهذه الحال المزرية، قاضياً سنيّ عمري بين جنبات السجون، مُحاطاً بسمعة سيئة بين أهلي وجيراني ومن يعرفونني، فالكل ينظر إليّ بعين الاستحقار". يحاول "أحمد" إصلاح حاله خلال فترة حجزه في "الإصلاح والتأهيل"، من خلال الالتزام بالصلوات والتوبة إلى الله والتقرب بالعبادات، حيث تلقى دورة في أحكام تلاوة القرآن الكريم. ختاماً يهمس "أحمد" في آذان الشباب بوصية، فيقول: "أوصي جميع الشباب بالسلوك الحسن واتباع الطريق السليم والبعد عن أصحاب السوء والشبهات، كما أوصيهم بتقوى الله في أنفسهم وأهلهم، والرضا بالقليل مما قسمه الله من حال مادي والرضا من حلال، والبعد عن شهوات الحرام وحب المال".