14.14°القدس
13.93°رام الله
12.75°الخليل
18.97°غزة
14.14° القدس
رام الله13.93°
الخليل12.75°
غزة18.97°
الإثنين 06 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: معركة الأمعاء الخاوية مستمرة ودعوات لنصرة الإداريين

في وقت تشتد فيه الخطوب وتتكالب فيه إدارات السجون الإسرائيلية، لا يجد المعتقلون الإداريون سبيلا أمامهم إلا الصبر والصمود، وهم يشدون الأحزمة على بطونهم، ويدخلون بثبات وتحد كبيرين يومهم الرابع في إضرابهم المفتوح عن الطعام. فمنذ فجر الخميس الفائت، اتخذ نحو مائتي أسير فلسطيني ممن يقبعون تحت نير ما يسمى "الاعتقال الاداري" قرارا لا رجعة عنه بالاضراب عن الطعام لحين وضع حدا لمأساتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم. وأعلن الأسرى الإداريون بأنهم شرعوا بالإضراب "لاسترداد حريتهم ومصيرهم بأمعائهم الخاوية"، كما ناشدوا الشعب الفلسطيني بكافّة أطيافه لدعمهم ومؤازرتهم في معركتهم ضد الاعتقال الإداري. وأضافوا في معرض رسالة وصلت لنادي الأسير على لسان المعتقل الإداري محمود حمدي شبانة- القابع في سجن "عوفر": "سنحارب تفاصيل الجريمة بأمعائنا التي تأبى أن تشبع على حساب حريتنا، وهدفنا؛ أن ننحني على أيادي آبائنا فنقبلها، أن نحتضن أطفالنا دون حواجز، أن نرى ابتسامة ليست خائفة على وجوه حبّات عيوننا زوجاتنا". وأشاروا إلى تعسفية محكمة الاعتقال الإداري، التي تبدأ بإجبار الأسير على الوقوف لقاضي الجريمة، وتنتهي بجرة قلم يُقرَّر فيها أن هذا الفلسطيني محروم من حريته، والتفاصيل "مادة سرية"، ليس من حق الأسير الإداري المحكوم "بشبه مؤبد بالتدريج" أن يطلع عليها ليدافع عن نفسه، وبذلك؛ "تكتمل أركان الجريمة بقرار قضائي بمحكمة عسكرية، لا يتعدى كون القاضي فيها موظفاً عند رجال المخابرات الإسرائيلية دوره أن يصادق على قراراتهم". وعقابا لهم، نقلت سلطات الاحتلال 70 أسيرا إداريا في سجن النقب الصحراوي من الغرف إلى الخيام، على خلفية خوضهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام. وقال الأسير المحرر محمد عبد الغني نصيف السوقي (29 عاما)، الذي أفرج عنه من سجن النقب بعد قضائه 6 سنوات في سجون الاحتلال: "إن إدارة السجن نقلت الأسرى الإداريين إلى الخيام كعقاب جماعي لهم، وهددتهم باتخاذ خطوات عقابية إضافية بحقهم". وأضاف السوقي أن الأسرى في سجن النقب يتعرضون لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، مطالبًا ببذل المزيد من الحراك والتضامن مع الأسرى، حتى تبييض السجون. [title]دور الإعلام[/title] من جهته، أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن الاعلام الفلسطيني في الفترة الأخيرة لعب دوراً بارزاً ومهماً في عرض مطالب الأسرى الإنسانية، ونقل معاناة ذويهم، وكشف انتهاكات الاحتلال بحقهم في كل تفاصيل حياتهم. وأوضح حمدونة أن وسائل الإعلام كانت الأكثر تأثير في قضايا الأسرى لما لها من دور تثقيفي وتوعوي واستنهاضي للشارع الفلسطيني والعربي. وأوضح أن الاحتلال أصبح أكثر غضباً من ذي قبل بفعل وسائل الاعلام، وأشاد بمحطات التلفزة الفلسطينية والعربية والدولية، والاذاعات المحلية، والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، ومئات آلاف المدوّنين الداعمين والمساندين لقضايا الأسرى. وطالب حمدونة بالمزيد من جهد الأحرار من الإعلاميين الوطنيين حتى يتم تدويل قضية الأسرى لتصل عدالة قضيتهم للمواطن الغربي ولعواصم العالم المتنفذة بالقرار لتشكيل أوسع جبهة مساندة للأسرى ضد الاحتلال. [title]لا تتركوهم[/title] بدوره، دعا القياديّ في حركة حماس الشيخ نزيه أبو عون إلى ضرورة وقوف المجتمع الفلسطينيّ بكافة شرائحه مع الأسرى الإداريين في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها من أجل انتزاع حقوقهم. وأضاف في تصريحات صحفية: "لا تتركوا الأسرى المضربين لوحدهم، هم ابناؤنا، إخواننا، آباؤنا ومهج قلوبنا، اختطفوا من بين أيدينا لانهم رمز عزتنا وفخر امتنا جردوا من كل شيء، إلا من الكرامة التي سيدفعون أرواحهم فداء لها منهم المريض ومنهم الكبير منهم العامل ومنهم الوزير منهم الطالب ومنهم المدير". وأكّد أبو عون على أنّ "الأسرى يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لكسر قيدهم ونيل حريتهم، والتي هي من حقهم كباقي البشر لكي يعودوا لعوائلهم واعمالهم ومجتمعهم الذي هو بأمس الحاجة لهم". وأشار إلى أنّه "ينبغي الوقوف مع الأسرى المضربين بكافة الوسائل المتاحة حتى نوفر عليهم المعاناة"، مشيرًا إلى ضرورة "إقامة خيمة اعتصام في كل محافظة دعما لهم، وإخراج المسيرات الطلابية كما أخرجت لمناسبات أخرى، وكذلك هم بحاجة لوقفات تضامنية في الميادين العامة وعلى أبواب الصليب الأحمر في كل محافظة، وبشكل يومي حتى انتهاء الاضراب". وطالب "الوزارات المعنية والمؤسسات المختصة بشؤون الأسرى باتخاذ اجراءات توازي تضحياتهم، وأن يأخذوا دورهم الميداني، مؤكدًا على أنّه كلما كان التضامن مبكرًا كانت مدة الإضراب أقصر. [title]مناشدة عاجلة[/title] من ناحية أخرى، ناشدت عائلة الأسير مازن جمال النتشة (41 عاماً)، من مدينة الخليل بالتدخل وإنهاء إضراب الأسرى الإداريين وتحقيق مطالبهم، وانقاذ المرضى منهم الذين يخوضون الإضراب على الرغم من أمراضهم. وقالت (أم حذيفة)، زوجة الأسير النتشة إن زوجها يخوض الآن اضراب الأسرى الإداريين، على الرغم من سوء وضعه الصحي، حيث ذكرت أنه يعاني من مرض في الأمعاء الغليظة منذ 10 أعوام، وأنه يجب أن يتناول دواءه بانتظام وأن يتناول العديد من السوائل. وأكدت أم حذيفة أن العائلة قلقة للغاية على الوضع الصحي لزوجها في السجن، خاصة مع انقطاع الأخبار عن الأسرى الإداريين المضربين وامتلاء وسائل الإعلام بأخبار اشتداد الأوضاع في السجون ونقل للمضربين. وأمضى النتشة في الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال على سنوات متفرقة 11 عاماً، وقد اعتقل في المرة الأخيرة بتاريخ: 26/8/2013، بعد خمسة أشهر من الإفراج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف أمضاها في الاعتقال الإداري. ورزق الأسير النتشة بمولوده (عبد الله) قبل شهرين، وقد جدد له الاحتلال الاعتقال الإداري مرتين على التوالي وسط قلق العائلة على مصيره.