في مساء الثامن من أبريل من العام 2004 أقدمت أربع طائرات أباتشي مدعومة بطائرتين من نوع إف 16 كانت تحلق في أجواء غزة وبالقرب من مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون وأخذت طائرات الإف 16 تطير على ارتفاع منخفض حتى يغطي صوتها على صوت طائرات الأباتشي الإسرائيلية التي لتنفيذ عملية اغتيال جبانة. وفعلا بعد أن حلقت الطائرات أخذت تقصف بصورة همجية السيارة التي كان يستقلها المجاهدون، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة من رجال القسام وأربعة من المارة في المكان، وقد كان أبرزهم القيادي سعد العرابيد. وجاءت الجماهير الغاضبة تهتف بضرورة الرد على هذه الجريمة النكراء كما طالبت بإعدام العملاء الخونة الذين رفضوا إلا أن تُنقش أسماءهم على مزابل التاريخ التي لن ترحمهم ولن ترحم أتباعهم. في هذه الأثناء كان العميل "س" قد غادر المكان بعدما تأكد من اصابة السيارة بشكل كامل واستشهاد من كان بداخلها وخاصة القائد سعد العرابيد. لكن قبيل وصول السيارة التي كان يقودها العرابيد اتصل ضابط المخابرات "ر" بالعميل "س" ليخبره بضرورة التوجه بشكل عاجل إلى منطقة مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون بمدينة غزة. وعلى الفور توجه العميل للمكان ليرصد سيارة من نوع "سوبارو" بيضاء اللون مرت من أمامه فيخبر ضابط المخابرات بوجود شخصين بداخلها، وعلى إثرها سقطت ثلاثة صواريخ على السيارة كانت كفيلة باستشهاد القائد القسامي العرابيد واثنين من مجاهدي القسام بالإضافة لأربعة من المارة في المكان. وشارك في عملية رصد السيارة ومتابعتها أكثر من عميل على الأرض بالإضافة لطائرات الاستطلاع التي كانت تراقب السيارة منذ ركوب المجاهدين فيها وحتى استشهادهم. وللقيادي سعد العرابيد باع كبير في الكثير من عمليات تصنيع العبوات الناسفة والعمليات الجهادية الأخرى كما أنه كان مطلوبا لقوات الاحتلال الصهيوني منذ فترة طويلة حيث تتهمه بتنفيذ العديد من عمليات قتل الصهاينة. [title]سبب الاغتيال[/title] بحسب اعترافات العميل فقد أخبره ضابط المخابرات العميل في مكالمة لاحقة أن من قتله الجيش هو سعد العرابيد أحد مسئولي التطوير في كتائب القسام وهو مسئول عن عدد من العمليات ضد قوات الاحتلال. ويعد الشهيد العرابيد من أرباب التطوير في كتائب القسام حيث كان يعكف ليالي في البحث بين كتب الكيمياء والفيزياء، فطور هو ورفاقه صواريخ القسام بأنواعها وصواريخ البنا والقنابل اليدوية كما صنعوا عبوات صغيرة الحجم شديدة الانفجار، بالإضافة إلى ابتكاره وسيلة التفجير باستخدام الهاتف المحمول وكان المفترض أن تكون أول عملية بهذا الأسلوب عملية تفجير مقر شركة سيلكوم الصهيونية للهواتف المحمولة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.