يلجأ مجموعة من القادة و بعض المحللين السياسيين إلى الخوض و تحليل دوافع كل فريق حول المصالحة, حركتا حماس وفتح مأزومتان وهو سبب حاجتهما للمصالحة, أبو مازن يريد غطاء للتفاوض، الحصار على غزة، رواتب الموظفين، الوضع الإقتصادي المتدهور وهلم جر. مطلوب منا قيادة وقاعدة أن نشيع أن المصالحة مطلب ذاتي ناتج عن خبرتنا من تلك السنين العجاف أن وطننا واحد يحتاج منا أن نكون علي قدره,لا أن يكون الوطن مطية لأهوائنا ونزواتنا ونرجسيتنا, ما يعنينا سلامة الجسد الواحد و الهم المشترك. ما أسباب انطلاقة الانتفاضة الأولي؟ حادثة المقطورة. ما أسباب انتفاضة الأقصى؟زيارة شارون للمسجد الأقصى. قد يكون صحيحاَ أن هناك قشة قصمت ظهر البعير لكن في كل مرة ننسى الاحتلال كمكون سرطاني بيننا والفعل التراكمي لآلة البطش الصهيونية على أجسدانا , ننسى القهر والحرمان وأثره على حركة التاريخ ننسي آثر الفكر في ارتقاء و نهضة الوعي الجمعي لنا . ننسب الأمر لأسباب ودوافع معزولة عن بعضها البعض. شن الاحتلال الصهيوني حربين على غزة سنة 2009 و 2013 ورغم أن الأجواء قبلهما كانتا على شاكلة مقولات العدوان مستبعد والعدو لن يقدم على أي حماقة... لم نأخذ حذرنا ،نسينا أن الحرب خدعة وحدث ما لم يكن بالحسبان. كلما تحدث عملية اغتيال نقول دور العملاء والتكنولوجيا ولا نتحدث عن الأمن الشخصي للمقامات السامية. من ناحية نظرية لا أحد يستطيع أن يجزم بالدوافع و الأسباب فسلوكياتنا كأفراد وجماعات تحكمها مجموعة مترابطة و معقدة من الأسباب و الدوافع و الثقافات الواعية و اللاواعية. قد نطلق مجموعة من التفسيرات لكن كلها تبقى فى خانة التوقعات و التحليلات وفي كل مرة و بعد فوات الأوان نكتشف أن سبر أغوار السلوك مضيعة للجهد والوقت فلا يعنينا سوي ظاهر السلوك أم النوايا فعلمها عند الله.