قالت صحيفة "نيوريوك تايمز" الأمريكية إن الفوضى عمت أطراف ميدان التحرير "أيقونة الثورة المصرية"، بعد أن فشلت محاولات من رجال دين وعسكريين وأطباء لوقف القتال الدائر بين المحتجين - الذين يحاولون اقتحام وزارة الداخلية - وقوات الأمن. ووصفت الأحداث التى يشهدها ميدان التحرير بأنها تشكل أكبر أزمة تمر بها البلاد منذ سقوط الرئيس حسنى مبارك فى فبراير، بسبب شكوك عميقة لدى المحتجين. وأشارت إلى أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع قبل أيام من الانتخابات التشريعية التى كان ينظر إليها كرمز للتحول السياسى من الحكم العسكرى إلى الحكم المدنى. وأضاف، أن المجلس العسكرى يرفض مطالب المحتجين بتسليم السلطة، فى الوقت الذى بدت فيه النخب السياسية فى مصر "مشلولة"، مع اتساع الاستياء فى ميدان التحرير بسبب إراقة الدماء فى التحريض، ورفض الجيش التنازل عن السلطة لسلطة مدنية. ونقل عن أحد المتظاهرين وصفه ما يدور بالتحرير بـ "ثورة الجياع"، وأن مصر الآن أكثر قلقًا واضطرابًا منذ اندلاع الثورة ضد نظام مبارك بسبب اتساع رقعة الاحتجاجات فى محافظات أخرى، فى الوقت الذى لا يبدو فيه الساسة والعسكريون على استعداد لاتخاذ خطوة دراماتيكية لوضع حد لتلك الاضطرابات. وقال التقرير إنه بحلول الليل تتضاعف الحشود منادية بسقوط المشير، مع خوض الشباب معارك مع الشرطة على خلفية صفارات الإسعاف التى لا تتوقف، مؤكدين أن صمت المجلس العسكرى على ما يجرى سيكون كارثة تدفع مصر والمجلس العسكرى ثمنها، وأن العناد ليس حلاً. ونقل عن معتصمين، إن حالة الغضب بين المتظاهرين فى التحرير بدأت تتسع، لدرجة أن البعض يقول إنه لن يغادر الميدان حتى الموت، وإن البعض بدأ يقول مازحًا "الشعب يريد إسقاط الرئيس القادم". وأشار التقرير إلى محاولة قوات الجيش الفصل بين المتظاهرين والشرطة وفرض هدنة لم تستمر سوى90 دقيقة فقط، قبل أن تتقدم حشود المتظاهرين فى اتجاه وزارة الداخلية فى محاولة لاقتحامها. وقال إن هناك قلقًا دوليًا متناميًا إزاء ما يحدث فى مصر، مشيرا إلى إدانة الخارجية الفرنسية، ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نيفى بيلاى، لما وصف ب "الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين، والدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل فى سفك الدماء، الذى أسفر عن مقتل 38 شخصًا وجرح المئات منذ أن بدأت السبت الماضى. يأتى هذا فيما دعا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، قوات الأمن إلى ضبط النفس وعدم إطلاق النار على المتظاهرين مهما كان السبب، مطالبًا المؤسسة العسكرية ببذل كل الجهد لمنع حدوث مزيد من الاشتباكات. ولفت إلى بيان جماعة "الإخوان المسلمين" الأربعاء، الذى أكدت فيه تمسكها بضرورة تسليم المجلس العسكرى السلطة، وعدم موافقتها على تأجيل أو إلغاء الانتخابات.