في هذه الأيام تتحول البيوت إلى لجان طوارئ وغرف عناية مركزة وعمل متواصل على مدار أربعة وعشرين ساعة، الأم والأب والأبناء في حالة توتر دائم كأنهم ينتظرون خوض الحرب العالمية الرابعة بعد حرب الربيع العربي الثالثة. حين كنا صغاراً كان العام بطول أيامه نزهة وروتين، ونكد وملل من المدرسة وعدد الطلبة في الفصل وطرق المعلمين في التدريس، وكل هذا الخليط جعلنا لا نفرق بين المدرسة والسجن، وكنا نضغط أنفسنا قبل الامتحان بيوم فنقرأ المادة كلها بحلوِهَا ومرِّها، وبعد الامتحان بأجزاء من الثانية تتطاير المعلومات كأنها لم تدخل أصلاً، ولو سألت أي طالب بعد الامتحان عن أي معلومة في الكتاب ستجد أن 90% من الاجابات "مش عارف" "ما صدَّقْنَا ونْخَلِّص" وتوتة توتة خلصت الحدُّوتة.. ويرفع الطالب للعام الذي يليه. لقد نزعوا حب التعليم والبحث والدراسة من قلوبنا منْذُ كنَّا صغار، فأصبحنا نبحث عن الشهادات وأعلى الدرجات فقط، وفي نهاية المطاف الوظيقة والسَّلام، ولا أدري ما ضرورة أن يقدِّم أطفال الصف الأول الابتدائي والثاني امتحانات بهذه الطريقة البشعة كأنهم في يوم الحساب؟! أقترح أن تكون أول سنتان في المدرسة فيها نوع من الحرية الاضافية، وعدم تخويف الطُّلاب من الامتحانات وهولها، والكتب وتعقيداتها، بل زيادة الأنشطة الابداعية للطلبة، وترك المجال مفتوح قليلاً مما يجعل الأبوين في البيت يدعمان الأطفال نحو التميز والابداع. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.