29 مايو 2014 . الساعة 05:25 ص بتوقيت القدس
يصر محافظ نابلس جبرين البكري -الضابط السابق في جهاز الأمن الوقائي- على أن إلقاء مجهولين قنبلة محلية الصنع على مقر شركة كهرباء الشمال في نابلس الليلة قبل الماضية يبقى حادثا معزولا إذا ما أثبتت التحقيقات أنه فردي غير منظم. لكن إلقاء القنبلة على أحد أفرع الشركة -ما دفع موظفيها لتعليق العمل- يأتي بعد أيام قليلة على انفجار ضخم وقع قبل عدة أيام في ساعات الليل الحالكة في البلدة القديمة، أسفر عن مقتل شاب في بداية العشرينيات من عمره، ودمار هائل لمحلين تجاريين. وتبين لاحقا أن القتيل هو المنفذ، حيث كان يحاول زرع تلك القنبلة على باب المحل، لتصيب صاحبه حين فتحه صباحا. وتظهر صور الانفجار أنه كان ضخما للغاية، ولو -لا قدر الله- انفجرت العبوة وقت اكتظاظ السوق لسقط ما لا يقل عن عشرين قتيلا. وصباح أمس الأربعاء، نفذ موظفو شركة الكهرباء وقفة احتجاجية رفضا لتعرض مقر الشركة لاعتداء بقنبلة يدوية الصنع، مطالبين الجهات المسئولة بضرورة ملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم. [title]أين الأمن؟[/title] وقال رئيس نقابة العاملين في الشركة ناصر أبو عزيز إن الشركة في اضراب مفتوح عن العمل حتى توفير الأمن والأمان للمؤسسات التي تقدم خدمة للمواطنين. وتابع لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "رفعنا يافطات تدعو الأجهزة الأمنية لتعقب من قام بتلك الفعلة وتقديمه للقضاء، وبضرورة تعاون المواطنين حتى تستمر الشركة بتقديم خدماتهم لهم". ويطرح الحادثات تساؤلات عن الوضع الأمني في نابلس صاحبة الخصوصية مقارنة مع الظروف القائمة في محافظات أخرى.. وفي الوقت الذي تختلف فيه التقييمات حول حقيقة الوضع الأمني في نابلس ودرجة السطيرة إلا أن الكل يتفق على ان هناك جهات تسعى جاهدة لإعادة الفوضى كونها تستفيد من حالة الفلتان الأمني على حساب المجتمع وأمنه .. [title]سوق البالة[/title] وسبق الانفجار في البلدة القديمة ورشق قنبلة على شركة الكهرباء، حريق تعرض له السوق الشعبي أو المعروف بـ"سوق البالة" في المدينة أتى على نحو 20 بسطة. والغريب في الأمر أن هذا الحريق هو الثالث في غضون عام الذي يتعرض له السوق دون كشف الجناة. من جهته، أبدى ممثل اصحاب البسطات الشيخ نضال الكعبي استغرابه من عدم الوصول للجناة، غير مستبعد أن تكون هناك جهات عليا لم يسمها توفر الغطاء لهم. وتابع لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] قائلا: "نتساءل، هل لأننا فقراء ولا ظهر لنا؟ هل لأننا نسعى لتوفير لقمة عيشنا ولو بمبلغ زهيد يوميا لا أحد يقف معنا؟ هل المطلوب والهدف هو أن نترك المكان ونعمل أجراء لدى الاحتلال وأعوانه؟". وأضاف "كلما راجعنا الشرطة يقولنا لنا إن التحقيق في ظروف وملابسات الحادث لا زالت جارية.. وكأنها قضية القرن وليس مجرد حريق مفتعل وله غاياته". أما المحافظ البكري، فقال إن "محاولة حرق السوق الشعبي هو سلوك من "خارجين" عن القانون ومِن يحاولون عودة الأوضاع لمربع الفلتان. [title]ضعف في القانون[/title] وبخصوص حادث البلدة القديمة، أوضح في حديث لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن الذي توفي هو متورط في محاولة تفجير المحلات وحرقها. مضيفاً أنه تم اعتقال 4 أشخاص من رفاقه. وأشار البكري إلى وجود مشكلة في القانون قد يمكن المجرم من التنصل من فعلته والإفلات من القضاء عن طريق عدم وجود دلائل كافية. وأوضح أنه يحاول قدر الامكان استخدام كامل صلاحياته، حيث يصدر قرارات في بعض الأحيان لاعتقال أشخاص تحت بند "على ذمة المحافظ"، لكنه لا يستطيع استخدام هذا البند دوما. وشدد على ضرورة التكاتف الشعبي وإدانة كافة مظاهر الاعتداء على السلم الأهلي المتمثلة بالمفرقعات واطلاق النار والمخدرات وقيام البعض باستخدام المتفجرات واغلاق الشوارع والاعتداءات على الممتلكات العامة وقيام بعض المتنفذين بحماية الخارجين على القانون. [title]تحقيقات المركز [/title] وكان الشاب عميد سليم عكوبة، -23 عاماً-، من سكان البلدة القديمة بمدينة نابلس، توفي قبل يومين متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار داخلي وقع في السوق القديم، وهو ما يندرج ضمن حالة فوضى استخدام السلاح والاعتداء على سيادة القانون في الأرض الفلسطينية المحتلة، بحسب تقرير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. وجاء في التقرير الذي وصل[color=red] "فلسطين الآن"[/color] نسخة عنه- الأربعاء-، إن المركز إذ يدين بشدة استمرار سقوط الضحايا جراء الانفجارات الداخلية، وهو ما يندرج ضمن حالة فوضى انتشار السلاح والاعتداء على سيادة القانون في الأرض الفلسطينية المحتلة، فإنه يطالب الحكومة في رام الله باتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين الفلسطينيين وعدم تكرارها. [img=052014/view_1401340950.jpg]اعتصام لموظفي شركة الكهرباء[/img] [img=052014/view_1401340959.jpg]اعتصام لموظفي شركة الكهرباء[/img]