"تعددت الأسماء والوجه واحد"، هذا باختصار ما يمكن أن يقال عن حكومة رامي الحمد الله التي استلمت مهامها أمس الاثنين، بناء على اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح الذي أنهى حالة الانقسام بين شطري الوطن منذ سبع سنوات. تارة أسموها حكومة الوحدة وتارة أخرى حكومة التوافق، لكن المتفحص لأسماء الوزراء والعالم ببواطن الأمور، أو قل مراهق السياسة يعلم أنها حكومة فتح بامتياز حتى وإن كانت بوجوه جديدة. [title]حكومة عباس[/title] بل إن هناك من أعطاها حقها المناسب في الوصف باعتبارها حكومة "عباس" أي الرجل الواحد، كما قال إيهاب الغصين الناطق السابق باسم الحكومة الفلسطينية. ذلك أن رئيس السلطة محمود عباس أصرّ على إبقاء وزراء كان عليهم "فيتو حمساوي فتحاوي" كوزير الخارجية رياض المالكي مثلا. علماً أن عباس قال من اليوم الأول لاتفاق الشاطئ، إن الحكومة هي "حكومتي" أي منفذة لبرنامجه السياسي المسالم الذي يعترف بـ"إسرائيل" وبالاتفاقيات معها وينبذ المقاومة أو ما يسميه هو وداعموه بالعنف، مع أن الاتفاق نص على أنها حكومة بلا برنامج سياسي وأن ومهامها وظيفية بحتة أهما التحضير للانتخابات القادمة في غضون ستة أشهر من الآن. أما القول بأنها حكومة تكنوقراط "مهنية" أو مستقلين فهو أقرب إلى نكتة ساذجة منها إلى الحقيقة ذلك أنه "لا مستقلين في بلادنا" كما يقول الطالب الجامعي محمد أحمد، مضيفا "حتى الذين يقولون عن أنفسهم مستقلين يأخذون راتبهم من جيب فتح أو أنهم يأكلون من نفس الصحن ومن يملك المال يملك القرار". والذين يخرجون عن طوع عباس ، سرعان ما يعاقبهم بقطع الدعم عنه كما فعل مع الجبهة الشعبية التي قاطعت اجتماعه الأخير واعتبرت "أوسلو" التي يقدسها عباس سبب أزماتنا ونكساتنا. [title]تنازل وتساؤل [/title] القيادي في حماس صلاح البردويل قال في حديث ل[color=red]فلسطين الآن [/color]إن حركته قدمت " كل ما يمكن تقديمه من تنازلات. فلا يوجد وزير له علاقة من قريب أو من بعيد بحماس، بينما الوزراء هم من قيادات فتح وقيادات السلطة". ونبه إلى أن عباس "يريد شطب كل شيء تم التوافق عليه فهو "يريد أن يلغي وزارة الأسرى بدون توافق وأضاف ثلاث وزارات جديدة بدون توافق. أبو مازن وضع المالكي بدون توافق". أما أستاذ العلوم الساسية في الجامعة الإسلامية نهاد الشيخ خليل بغزة قال ساخرا :بعد إعلان حكومة التوافق أو الوفاق أو الكفاءات، أو حكومة الرئيس، يحق لنا نحن الفلسطينيون أن ندشن فروعاً جديدة في العلوم السياسية لم يسمع بها أحد من قبل، لأنه عن جد، مثل هيك وفاق أنا عيني ما قرأت، وطبعاً ما شافت إلا هلقيت". وتساءل: لماذا أصر محمود عباس على فرض الوزراء الذين تحفظت عليهم حماس، مشيرا إلى أن "عباس لا يؤمن بالشراكة على الصعيد الوطني، ولا قداسة عنده إلا للمفاوضات والتنسيق الأمني". في حين تساءل الإعلامي بفضائية الأقصى يونس أبو جراد" ألم يكن من الأجمل دعوة رئيس المجلس التشريعي لحضور إعلان الحكومة، أم أن الباب العالي أقسم ألا يدخلن مقاطعته حمساوي كرمال عيون الأمريكان "وإسرائيل"؟! وقال :المقاطعة تستضيف صهاينة، ولا تستضيف رئيس المجلس التشريعي .. أما مصالحة هذه". وختم قوله :كنا نريد حكومة كرامة .. وحدة .. مي وملح .. فأرادها الباب العالي حكومة التنسيق الأمني المقدس! فهل يستويان مثلاً؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.