خبر: طلبة الجامعات وإضراب الأسرى .. متلازمة الصمود
03 يونيو 2014 . الساعة 03:31 م بتوقيت القدس
لم يَدَعوا ساحة نزال إلا وخاضوها، هم رهبان الليل فرسان النهار، لا يحد طاقاتهم حدود، ولا تقف أمام عزائهم أي عقبات، كل همهم في هذه الدنيا أن يروا فلسطين قد تحررت، أما الآخرة؛ فأبلغ المنى منها رضى الله والجنة. في الضفة الغربية المحتلة، التي لا تزال تعيش مخاض الحرية، كان طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات بيرزيت والنجاح والقدس يحثون الخطى نحو الكرامة والعزة عبر طريق معركة الأمعاء الخاوية في زنازين الاحتلال. فالإضراب المفتوح عن الطعام والذي يواصله الأسرى الإداريون داخل السجون منذ ستة وثلاثين يومًا بشكل متواصل، كان من بين من أسس له، وبدأ به ويواصله ثلة من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة، في مشهد يؤكد الأهمية البالغة لتلك الشريحة التي كانت دائما المنبع الرئيس للعمل النضالي السياسي منه والعسكري. [title]15 شمعة من بيرزيت[/title] ففي جامعة بيرزيت جامعة العياش، كان 15 شمعة من أبنائها يضيئون سراج زيت إضراب الأسرى، بين أسير إداري مضرب عن الطعام منذ بدايته، وأسير محكوم أبى إلا مشاركة إخوته الجوع، وأسير آخر يخوض معركة الأمعاء الخاوية تضامنا وبكل شجاعة. وتؤكد الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، أن الأسرى الإداريين القيادي الشيخ جمال الطويل، والنائب عبد الجابر فقها، وفادي حمد، وعبد الحكيم بواطنة، ومصعب براري، وجميعهم طلبة دراسات عليا في الجامعة يخوضون الإضراب المفتوح رفضا للاعتقال الإداري. كما دخل الإضراب تضامنا مع الإداريين الطلبة الأسرى القساميين محمود شريتح وأحمد الصيفي، والأسرى عمران مظلوم، وأدهم أبو عرقوب، ومحمد قدومي، ومصعب حامد، وصهيب ربيع، وموسى شوعاني، ونهاد سليم، وأحمد أبو فخيدة. [title]شريتح وحمد[/title] الأسير القسامي محمود شريتح ابن بلدة يطا جنوب الخليل، وابن كلية الهندسة، كان أمير الكتلة الإسلامية في بيرزيت بين عامي 1997 و1999، وشغل منصب رئيس مجلس الطلبة بين عامي 1999-2001، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد سبع مرات، لمسؤوليته عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين. أما الأسير فادي حمد، فقد ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت بين عامي 2005-2007، فيما اعتقل في سجون الاحتلال وزنازين السلطة الفلسطينية عدة مرات، أربع منها لدى الاحتلال أمضى خلالها قرابة خمس سنوات، وواحدة لدى السلطة قضى فيها عدة أشهر. [title]النجاح .. صرح العظماء[/title] وعلى أبواب عروس شمال الضفة الغربية، مدينة نابلس المحتلة، كان لطلبة الكتلة الإسلامية كلمتهم الخاصة، وألحان الكرامة المميزة التي زينت سماء سجون الاحتلال، فكان منهم الأسرى عبد الرحمن اشتيه، ومحمد منى، ومعتصم سمارة، ومحمد صبحة، وغيرهم من عدد من الأسرى المضربين. [title]اشتيه ومنى[/title] عانى الأسير عبد الرحمن اشتيه من الاعتقال المتكرر، حيث اعتقل لأول مرة عام 2003 لمدة 8 شهور، وهو العام الذي بدأ فيه دراسته الجامعية، ثم اعتقل مرة أخرى لمدة 10 شهور في العام 2007، وأفرج عنه في العام 2008 لتتلقفه سجون الوقائي لأكثر من 4 شهور، ليدخل بعدها مرحلة الاستدعاءات الطويلة. أما الصحفي محمد منى، والذي يعمل مراسلا لوكالة "قدس برس" انترناشيونال للأنباء في مدينة نابلس، فقد ذاق من الاعتقال الإداري أشواطا طويلة من المعاناة، فيما لا يزال إلا الآن حبيسه دون أية تهمة توجه له. [title]القدس .. مدرسة التضحية[/title] وليس بعيدا عن صمود مدينة القدس المحتلة وأهلها، كان أبناء جامعة القدس أبوديس يسطرون حروف المجد التي عاشوا معانيها قرب عاصمتهم المحتلة أيام دراستهم. حيث يواصل ما يزيد عن 9 طلبة من جامعة القدس، إضرابهم المتواصل داخل سجون الاحتلال، رفضا للاعتقال الإداري الذي تنتهجه مخابرات الاحتلال، وهم الأسرى مازن النتشة، ورياض ناصر، ومحمد شريتح، وفوزي الراعي، ومحمد رمانة، ومصعب سعيد، وثائر محاريق، وأحمد عزام، ومحمد جرابعة. [title]النتشة وناصر[/title] لقد عانى الأسير مازن النتشة وهو الطالب بقسم الدراسات العليا في جامعة القدس، من ابتلاء الاعتقال الإداري، حيث قضى بين ثناياه 11 عامًا بشكل متقطع، وهو يعتبر أقدم طالب في برنامج الماجستير بجامعة القدس، والتي سجل فيها عام 2003، حيث عانى خلال دراسته من سلسلة اعتقالات حالت دون إنهائه لدراسته العليا. فيما أمضى الأسير الإداري رياض ناصر في سجون الاحتلال ثمانية أعوام بشكل متفرق، منها قرابة أربعة أعوام في الاعتقال الإداري، في حين يدرس تخصص الفقه والتشريع في قسم الدراسات العليا، فيما تبقى له فقط مناقشة الرسالة، التي منع من إنهائها بسبب الاعتقالات المتكررة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.