25.54°القدس
25.22°رام الله
24.42°الخليل
25.68°غزة
25.54° القدس
رام الله25.22°
الخليل24.42°
غزة25.68°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: الوسيلة والتوقيت

تتعدد وسائل مقاومة أي شعب وقع تحت الاحتلال، وتتنوع، ما بين الوسائل العنيفة، والوسائل السلمية. كما تتوزع مهام المقاومة ما بين العساكر المجاهدين، وما بين المجتمع المدني الذي يحتضن المقاومة. وتمتد وسائل المقاومة لتشمل إلى جانب الكفاح المسلح: المقاومة بالكلمة، وبالعلم، وبالفكر، وبالإعلام، وبالاقتصاد والمقاطعة، وبالتظاهر، والإضراب، وكتابة البيانات والعرائض، واستخدام المحافل الدولية، وإنشاء مؤسسات رعاية أسر الشهداء والأسرى والجرحى، وكفالتهم، وتوفير المؤسسات الطبية اللازمة، وتقديم التبرعات اللازمة لمختلف نشاطات المقاومة، وتقديم الغذاء والكساء والمعلومات للمقاومين، والدفاع عنهم وعن مشروعهم، وغير ذلك مما يجعل المقاوِم يعيش في مجتمعه كالسمك في الماء. إن لكل أسلوب من أساليب المقاومة دوره الذي يخدم به المقاومة. وعندما يُستخدم أي أسلوب في وقته المناسب، لا يقوم مقامه أسلوب آخر، ويؤدي وظيفة لا تتحقق بغيره. فعندما يهجم العدو بترسانته المسلحة، يتقدَّم الأسلوب العسكري للدفاع عن الشعب، وتتراجع لصالحه بعض الأساليب الأخرى؛ كالتظاهر، والإضراب. وعندما يجرِّد العدو حملة إعلامية عبر العالم للترويج لادعائه بيهودية الدولة، يبرز دور الفكر والإعلام واستخدام المحافل الدولية للتصدي لترهات العدو، ويتراجع لصالحها دور الوسائل الأخرى. وعندما تتضافر جهود العالم الظالم إلى جانب (إسرائيل) لحصار قطاع غزة لتركيعه وانتزاع اعتراف منه بشروط الرباعية الدولية، وبالاعتراف (بإسرائيل)، تتقدَّم الكلمة على الوسائل الأخرى لقهر العدو والانتصار عليه، وفي هذا الصدد يكون لكلمات رئيس الوزراء إسماعيل هنية: "لن نعترف بإسرائيل" وقْع القنبلة الذرية على الكيان الصهيوني وحلفائه. وعندما يسقط الشهداء تلو الشهداء والجرحى تلو الجرحى والأسرى تلو الأسرى، يبرز دور مؤسسات رعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى، فتحتضن أُسرهم، وتقدم كل الدعم اللازم للجرحى والأسرى، وتحمل قضيتهم عبر العالم، وتحتفي بهم في كل المناسبات الوطنية؛ فتجعلهم نموذجاً للفداء والتضحية، بما يُطمئن كل مَن بعدهم على الطريق، بأن تضحياتهم لا تضيع سُدىً، وأن المجتمع لن يتنكر لهم. وهذا الدور يكفل استمرار العمل المقاوِم، ولولاه لما استمر، ولذلك كان أجر الكافل كأجر المجاهد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن خَلَفَ غازياً في أهله فقد غزا". وعندما يسقط الجرحى أثناء تصدي المقاوِمين لاجتياحات العدو، يبرز دور المُسعفين الطبيين، الذي يجاهدون بعملهم النبيل، ويتقاسمون الأجر مع المجاهدين سواء بسواء، وفي هذه الحالة تتراجع أساليب النضال الأخرى لصالح عملية الإسعاف التي تصبح مقَدَّمة على ما سواها. وعندما يعمد العالم إلى تشويه صورة المقاومة والمقاوِمين، يبرز دور المعلم في مدرسته، حيث يُصوِّر المقاوِمين بصورة الأفذاذ الكبار الذين لهم الفضل على سائر الناس، ويضربهم مثلاً في الفداء والتضحية والإباء والنُبْل، فيعشق الطلاب نهجهم، ويقتفون أثرهم، ويتأسّون بسيرتهم، فنضمن بذلك استمرار المقاومة دون انقطاع، فإن سقط شهيد انبرى من بينهم من يقوم بدوره وبجهاده، ولولا دور المعلم في هذا المجال لنجح أعداء المقاومة وأعداء القضية من تنفير أبنائنا من المقاومة ومن رجالها وممن يقدِّمون الدعم لها ويحتضنونها. وخلاصة الأمر: إن الشعب الذي يحتضن مقاومته، إنما يمارس المقاومة بأشكالها الواسعة، وهم في أجر الجهاد شركاء، ولذلك كان للمقيم في أرض فلسطين فضل المرابط حتى ولو مات على فراشه، شريطة أن يعقد النية على ذلك. قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (آل عمران 200)