نسمع الكثير من الآباء والأمهات يرددن بقلق وذعر بأن طفلهم قد أصبح عدوانياً و أنهم يشعرون بصدمة كبيرة حيث لم يعتادوا على مثل هذه التصرفات من قبل. إلا أن الأمر لا يتطلب كل هذا القلق فالأمر في سنوات طفولته الأولى جزء طبيعي من تطوره ونموه حيث لا يمتلك الطفل الكثير من الوسائل للتعبير عما يريد. فيستخدم العنف للاستيلاء على ألعاب زملائه وقد تكون اللغة التي يعبر بها هي الركل والصراخ. وكلما تطورت مهارات الطفل اللغوية وتعامل الآباء بالتعاون مع الروضة مع عدوانية الطفل بشكل سليم سيكتشف الطفل أن بإمكانه الحصول على نتائج أفضل من خلال التحدث والكلام وسيستخدم الكلمات بدلاً من الضرب والصراخ في حل مشاكله والتعبير عما يريد. المهم أن يكون الآباء قدوة حسنة للطفل في علاج الأمر بهدوء ودون غضب أو صراخ أو ضرب وذلك سيعلمه بكل بساطة أن التصرف بعصبية لا يجد نفعاً. وسيعرفون مرة تلو الأخرى كيف يمكنهم التحكم بأعصابهم والتصرف بهدوء. ويكمن الحل في توجيه الطفل ومراقبته ثم التصرف بسرعة حيال الأمر وعدم الانتظار حتى يقوم الطفل بتكرار التصرف العدواني أكثر من مرة بل معاقبته على الفور على أن يكون هذا العقاب منطقياً وضمن الحدود. فلابد أن تشرحي له سبب معاقبته وأنه لابد أن يتصرف بلطف إذا ما أراد اللعب مرة أخرى واسأليه ماذا سيكون شعوره إذا ما قام أحد الأطفال بضربه وبأنه سينزعج ويتألم بالتأكيد. قومي بالثبات على موقفك وعدم التراجع عنه وتكرار نفس العقاب في كل مرة وبذلك سيعلم الطفل أنه سيعاقب بالحرمان مما يحبه في كل مرة يكرر فيها هذا التصرف. انتظري بعض الوقت حتى يهدأ طفلك وتناقشي معه بهدوء واطلبي منه تفسير لما حدث وشجعيه على طلب مايريد بطريقة لطيفة والتحدث عما يريد. وكما اعتدت على عقابه إذا ما تصرف بعدوانية قومي بمكافأته على تصرفاته وسلوكه الجيد أيضاً لأن ذلك سيعزز لديه السلوك الحسن ويجعله يدرك مدى قوة تأثير الكلمات ويدفعه للتصرف بأدب في كل مرة. راقبي الرسوم المتحركة التي يشاهدها طفلك فغالباً لا تخلو هذه الرسوم في هذه الأيام من العدوانية والصراخ والضرب وامنعيه من مشاهدتها إذا لاحظت أنها تحتوي على العنف، كما عليك ان توفري للطفل وقتاً للخروج والتنزه واللعب بالهواء الطلق لتفريغ طاقته. وأخيراً إذا ما شعرت بأن سلوك طفلك لا يتغير فلابد من استشارة أخصائي نفسي لأخذ رأيه واستشارته الطبية الخاصة واكتشاف السبب الذي يدفع طفلك للتصرف بعدوانية وعلاجه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.