25.54°القدس
25.22°رام الله
24.42°الخليل
25.68°غزة
25.54° القدس
رام الله25.22°
الخليل24.42°
غزة25.68°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: قرية خلة النخلة تقف في وجه الاستيطاني

الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين يعد أحد أركان وركائز المشروع الصهيوني لاحتلال أرضنا المباركة، والسيطرة عليها كليا، وتهجير أهلها الأصليين منها، وإحلال الصهاينة الغزاة على هذه الأرض، وقد عاش اليهود في العصور الوسطى "عصور الظلمات" في أوروبا عدائيين مع الآخرين، ويسعون في أوروبا فسادا وإغواء، لذلك قررت أوروبا التخلص من اليهود بأي شكل من الأشكال، و عاملتهم بسوء، ونبذتهم، وأنزل عليهم الأوروبيون عقاب كبير إلى الحد منع ربا اليهود وحرمانهم من حقوقهم في وراثة الأرض، وحرمانهم من وظائف الدولة، كما صاحب نشوء الرأسمالية الصناعية في أوروبا الغربية تدهور أوضاع اليهود الاقتصادية والاجتماعية, مما جعلهم يهاجرون إلى دول أخرى بحثا عن مكان آخر غير أوروبا، فقرروا النزوح بجماعات من دول أوروبا الغربية إلى أوروبا الشرقية، واستمر اليهود في فسادهم الكبير في أوروبا، وكان اليهود يمارسون دور التاجر، والمرابي، والخمار ووكيل الاقطاعي في استغلال الفلاحين تحت سياطهم، وفي القرن التاسع عشر ظهرت الرأسمالية الصناعية في روسيا وبولندا فتأثر وضع اليهود في صورة كبيرة وبشكل سلبي، وواجهتهم نفس المشاكل في البحث عن مكان آخر يأويهم خاصة أن الأوروبيين أصبحوا يكرهونهم بسبب فسادهم وسوء أخلاقهم، مما أظهر على السطح مشاكل اليهود؛ حيث تعرض اليهود بسبب هذه المشاكل في سائر دول أوروبا إلى اضطهاد اليهود اثر المجازر الروسية عام 1882م , اضافة لرغبة الممولين اليهود الغربيين في توجيه هجرة يهود أوربا الشرقية الى خارج أوروبا، وذلك بسبب الأوضاع الصعبة السيئة التي يحياها اليهود في أوروبا؛ وليس كما روج إليها رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) في كتابه "مكان تحت الشمس "، قائلا أن اليهود هاجروا من أوروبا بحثوا عن أرض الأجداد، فهذا كلام باطل ومخالف للتاريخ والحقيقة. وقد بدأت أنظار الصهاينة تتجه إلى أرض فلسطين منذ أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحوا يفكرون في مكان آخر، ونظروا إلى أملاك الإمبراطورية العثمانية وهي تعيش آخر سنواتها، وبدءوا ينسجون مخططاتهم الخبيثة في التواصل مع السلاطين العثمانيين لمنحهم فلسطين وطن لهم مقابل سداد ديوان الامبراطورية العثمانية وحل مشاكلهم، وقد وجدوا صدودا كبيرا من سلاطين الدولة العثمانية، رغم ذلك لم يهدأ لليهود الصهاينة بال حتى بدءوا يدقون المسامير من نعش الخلافة العثمانية من خلال إثارة الخلافات والفتن بين الأتراك والعرب وساهموا بشكل كبير في إنشاء جمعية الاتحاد والترقي التي قامت في تموز عام 1908م بتدبير ما سمي "بالانقلاب العثماني" ضد السلطان عبد الحميد الثاني، وقلب نظام الحكم وبدء الثورات ضد الخلافة العثمانية حتى سقوطها بعد ثلاثة عشر قرنا من الزمن عام 1924م. ومنذ ستينات القرن التاسع عشر، والصهاينة يدعون اليهود إلى الهجرة إلى أرض فلسطين واحتلالها من أهلها وأصحابها، وقد ظهرت هذه الدعوات في كتابات الحاخامات الصهاينة والمفكرين، حيث دعا الحاخام (يهوذا القلعي) (Yahuda Alkalai) (1788-1878م) اليهود إلى الهجرة إلى أرض فلسطين، وتجميع اليهود فيها باعتبارها عاملا قويا ينفي عنهم صفة التشرد، وكأن هذه الكتابات تقدم لليهود الحل المناسب لهم من أجل تكوين كتلة يهودية في مكان واحد تجمع عاداتهم وتقاليدهم البائدة، وتغير هويتهم من التقوقع والاعتزال، كما نشر الصهيوني (يهوذا) كتابا بعنوان " اسمعي يا إسرائيل" دعا فيه إلى ضرورة وأهمية القيام بمجهودات ذاتية للتخلص من آلام اليهود معاناتهم، والقيام بهجرات جماعية إلى أرض فلسطين، كما قال الحاخام الصهيوني ( تسفي هيرش كاليشير) (Zevi Hirch Khalischr) (1795-1874م) إن الخلاص سيجئ عن طريق الجهد البشري، وإقناع العالم بتجميع (شتات بني إسرائيل) في الأرض المقدسة، كما نشر كتابه (السعي إلى صهيون) عام 1862م دعا فيه لإنهاء اضطهاد اليهود في روسيا، والهجرة إلى أرض فلسطين والاستيطان الدائم فيها، فيما نادى الصهيوني الكبير (موشي هش) (Moses Hess) (1812- 1875م ) في كتابه (روما والقدس) الذي صدر في عام 1862م ، بإقامة دولة صهيونية في فلسطين، وذكر في كتابه الثاني بعنوان (مشروع استعمار الأراضي المقدسة) صدر عام 1868م فكرة استعمار مركّزة للأراضي الفلسطينية، يسبقها إعداد نفسي وعسكري للمستوطنين ( العائدين إلى أرض آبائهم ) حتى يتمكنوا من التصدي لأصحاب البلاد الأصليين. حديثا قرر شبان فلسطينيين وضع عدد من الخيام على أراض قرية (خلة النخلة) الفلسطينية التي تزيد مساحتها عن(500 دونمًا)، ردا على اقتحام الصهاينة المستوطنين للقرية، وشروعهم بتجريف الأرض بواسطة أدوات حفر يدوية، بهدف الاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، كما أن القرية ومحيطها يتعرضون منذ فترة إلى هجمة شرسة من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين للاستيلاء عليها؛ في محاولات مستمرة من مستوطني "أفرات" للاستيلاء عليها وسرقة آلاف الدونمات الأخرى جنوب وشرق بيت لحم في إطار مخطط القدس الكبرى، وتذكرنا أحداث قرية (خلة النخلة) بالدور الكبير لحوالي 250 شاب وشابة من مختلف المناطق الفلسطينية في وقف الاستيطان مصادرة الأراضي في القدس، حيث أقام النشطاء قرية أطلقوا عليها اسم" قرية باب الشمس" أقامها النشطاء 11/1/2013 لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي في القدس، فيما أصدرت سلطات الاحتلال الصهيوني قراراً بهدم القرية, وحاصروها صباح اليوم التالي ودمروها. إن الاستيطان الصهيوني شبح كبير يحيط القدس والضفة المحتلة بغلاف كبير من المستوطنات، ويأكل أرضنا رويدا رويدا بحيث يفقد الفلسطينيين القدرة على إقامة دولة على ارضهم، لأن اليهود يخططون لثبات المستوطنات في مكانها لتصبح أمر واقع مفروض على الفلسطينيين القبول به. كما أن الجمعيات الاستيطانية الصهيونية وسلطة الآثار (الإسرائيلية) يبحثون جادين عن آثار يهودية في المسجد الأقصى داخل التراب، فقد اقتحم مؤخرا قطاع المستوطنين المسجد الأقصى المبارك يقودهم نائب عن حزب الليكود الصهيوني، وجمعيات صهيونية تخطط لنقل واستخراج أتربة من أسفل المسجد الأقصى المبارك ووضع في أماكن مخصصة عند الصهاينة بحجة البحث عن آثار يهودية في هذا التراب، وقد توقف المقتحمين الصهاينة عن أكوام من الرمل موضوعة عند المصلى المرواني تم استخراجها قبل سنوات خلال عمليات ترميم المصلى، وقد منع الصهاينة المقدسين بالتصرف في هذه الأكوام، وقرروا نقل الأكوام الترابية للجمعيات الصهيونية التراثية بحجة البحث عن آثار يهودية داخل أكوام التراب.. قرية باب خلة النحلة وقرية باب الشمس تكبر فينا كل يوم، وحلم العودة والبناء واعمار أرضنا نشئ عنا صغار وسيبقى إلى أن تحرر أرضنا من دنس المحتلة الغاشم وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.