صرخات مجنونة، وهتاف بُحَّ منه الصوت، وتصفيق وتصفير، وابتسامات تعلو الوجوه، وأخرى تعلوها أمارات الترقب والشدّ، وأصوات تكبيرات وزغاريد، ودعاء متواصل طوال أكثر من ساعة ونصف، هكذا كانت صورة المشهد في قطاع غزة خلال متابعة الجمهور الفلسطيني لمباراة الجزائر في مونديال البرازيل. وما أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة التي جمعت بين الجزائر وكوريا الجنوبية معلناً فوز ممثل العرب الوحيد في المونديال، حتى ضجت الشوارع والمقاهي المنتشرة في قطاع غزة بفرحة لا توصف، وخرج الناس يلوحون بعلم الجزائر ويهتفون بحبها ويدعمون منتخبها. وحقق المنتخب العربي الجزائري إنجازاً غير مسبوق كأول منتخب عربي يسجّل أربعة أهداف في مباراة بكأس العالم، بعدما تغلب على نظيره الكوري الجنوبي بنتيجة 4-2 في المباراة التي جمعت بين الفريقين لحساب الجولة الثانية من المجموعة الثامنة في نهائيات كأس العالم المقامة بالبرازيل. [title]لعب جميل[/title] الشاب محمود الدحدوح (28 عاماً) عبّر عن سعادته الغامرة بفوز ممثل العرب الوحيد في مونديال البرازيل، وامتدح أداء المنتخب الجزائري قائلاً: "لقد قدّموا أداء جماعياً وفردياً متميزاً". وتابع "تابعتهم في تصفيات المونديال، وكانوا يلعبون بندية وقوة ومهارة عالية، وقد تفاجأت من أدائهم أمام بلجيكا في المباراة الأولى، لكنهم اليوم عادوا وقدموا لنا الكرة الهجومية الجميلة التي يمتازون بها". أما صديقه عبد الله جروان فقد وصف فرحته بفوز الجزائر بأنها تعادل فرحته يوم فاز المنتخب الوطني الفلسطيني ببطولة "كأس التحدي" وتأهله لنهائيات كأس أمم آسيا. وأضاف "أعشق الجزائر وأهل الجزائر، أشعر أنهم أقرب شعوب الأرض إلينا وأكثرهم حباً ونصرة لنا، ويقفون معنا في كل الظروف، وأتمنى أن يفوز على روسيا ليصعدوا لدور الستة عشر". وبفوزه أمس، رفع المنتخب الجزائري رصيده إلى 3 نقاط من مبارتين، مبقياً على حظوظه بالتأهل إلى دور الـ16 حال تغلبه على نظيره الروسي في المباراة التي ستجمع بين الفريقين يوم الخميس المقبل. [title]حب فطري[/title] وعلى مرّ التاريخ، كانت الجزائر من أكثر الدول العربية مساندة للقضية الفلسطينية ووقوفاً إلى جانب فلسطين وشعبها، فلم تبخل الجزائر يوماً أو تتأخر عن دفع أي مساعدة للشعب الفلسطيني. ولعل الشعب الجزائري يعدّ من أقرب الشعوب إلى قلب الفلسطينيين في شتى أماكن تواجدهم، نظراً لمرورهم في معاناة مشابهة لما يعيشه الفلسطينيون. يقول الشاب هيثم الغرابلي في حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن" [/color]إن حب الجزائر هو شعور فطري في قلبي؛ لأننا لم نشهد عليهم يوماً موقف خذلان لفلسطين ولقضيتنا، بل كانوا سبّاقين في دعمنا ونصرتنا. ويضيف "كبرنا على مقولة خالدة للرئيس الجزائري حين قال أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة (...) هذا وحده كفيل بزرع حب هذه الأرض في قلوبنا كحبنا لوطننا فلسطين". وحتى ليلة الخميس القادم، سيبقى الفلسطينيون يترقبون على أحر من الجمر، كترقب أهل الجزائر، لمباراة المنتخب العربي الشقيق، وكلهم أمل أن يخطف بطاقة التأهل إلى الدور المقبل؛ لأن فرحة فلسطين من فرحة الجزائر، وحين تفوز الجزائر تفرح فلسطين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.