30.57°القدس
31.96°رام الله
29.42°الخليل
33.44°غزة
30.57° القدس
رام الله31.96°
الخليل29.42°
غزة33.44°
الأربعاء 16 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.37

خبر: الشهيد "مسعود".. قدّم الواجب على الراتب

غزة ذلك الجزء المنسي من الوطن المسلوب، أتعبته سنون الحصار السبع وأنهكته حروب ثلاثة، وجدت في توقيع اتفاق المصالحة الأخير في الشاطئ وتشكيل حكومة توافقية نهاية للنفق المظلم، وتنفس أهلها الصعداء استبشارا بخير قادم وحال أفضل من ذي قبل، عله ينتشل الكثير من مستنقع الفقر والبطالة ، ويعيد الأمل بمستقبل مشرق. وأكثر الناس فرحا فئة الموظفين ، فهم الأكثر قربا واتصالا وتأثرا بقرارات الحكومة، خاصة في شأن الراتب، فالمال عصب الحياة وقد عز وشح مؤخرا على أكثر من 35 موظفا كانوا يتلقون رواتبهم من حكومة هنية المحاربة سياسيا واقتصاديا في غزة قبل استقالتها وتشكيل حكومة التوافق برئاسة الحمد الله. في المقابل هناك أضعاف هؤلاء الموظفين يتلقون رواتبهم من حكومة رام الله ، كثيرون منهم يعيشون في قطاع غزة غير أنهم مستنكفون عن العمل بقرار من رئيس السلطة محمود عباس منذ سبع سنوات. شكل الاتفاق بارقة أمل لهؤلاء الذين يعيلون عمليا أكثر من 200 ألف فرد، فمع انتهاء هذا الشهر ، يكون قد مر شهران على موظفي غزة بلا راتب يعيلهم أو حتى ينقلهم إلى أماكن عملهم، عجزت حكومة هنية عن دفعها بسبب تشديد الحصار منذ انقلاب العسكر على الرئيس محمد مرسي في مصر قبل عام تقريبا. غير أن "الفرحة ما تمت" كما يقول محمد المدني وهو أحد الموظفين العسكريين في غزة. فقد سارت حكومة الحمد الله الجديدة على نفس سياساتها السابقة وصرفت الرواتب مستبعدة موظفي حكومة غزة السابقة على اعتبار أنهم موظفين "غير شرعيين" وهو المصطلح الذي أثار سخطا ما دفع كثير منهم إلا إغلاق البيوت لمنع الآخرين من تلقى رواتبهم التي اعتادوا أن يأخذوها ويعودوا إلا النوم في بيوتهم. وتساءل المدني باستغراب: هل الموظف الذي يعمل "غير شرعي" والنائم في بيته "شرعي"..اي معايير ظالمة هذه التي تنتهجها حكومة الحمد الله ..أليست هي حكومة توافق للجميع..لماذا التمييز.. ورغم قلة المال، لم يتخلف أحد عن أداء مهمته وواجبه في خدمة الوطن والمواطن كل في موقعه سواء المدني أو العسكري، وروى موظفون أنهم يسيرون مشيا إلى عملهم وآخرون يقطعون مسافات طويلة لأداء الواجب. وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي صورا لعناصر الشرطة "غير الشرعيين" وهو ينظمون طوابير "الموظفين المستنكفين" عند البنوك لاستسلام رواتبهم . ولعل قصة الشهيد حسن مسعود، أحد عناصر الدفاع المدني الذي ارتقى في مهمة إنقاذ في نفق الشجاعية شرق غزة ، حيث تم انتشال خمسة شهداء غيره من داخله، علما أنه من مدينة رفح التي تبعد 35 كلم عن غزة شاهدة على تقديم الواجب على الراتب. يتساءل الكاتب سعيد راشد "هل استلف شهيدنا مواصلات الذهاب لعمله من رفح إلى غزة أم أنها بعض القروش البيضاء التي أعدها لزمن أسود يترأسهم فيه ذوي القلوب السوداء.. مضيفا أنا لا أعرف ويقتلني التفكر في شباب يفنون زهرة أعمارهم في خدمة شعب يتنكر بعض أبناءه لهم..إلى الله المشتكى " شقيق الشهيد إبراهيم ، يقول إن أخيه كان يستدين المال للذهاب إلى عمله ، مضيفا " كنت أطلب منه أن يطلب إجازة فيرفض قائلا " هذه أرواح ناس وأنا مسؤول عنها". يذكر أن الاحتلال اعتقل الشهيد على حاجز "أبو هولي" الإسرائيلي الذي كان يفصل جنوب القطاع عن شمال قبل الانسحاب وهو شقيق الأسير "يوسف مسعود" ابن القسام والمعتقل منذ 5/12/2003 ، ومحكوم 19 عام .