ما يزيد على مائتي منزل، اقتحمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية عورتا الوادعة خلال 4 ساعات فقط هي عمر الهجمة العسكرية المركزة على البلدة الواقعة جنوبي نابلس. أكثر من خمسمائة جندي بحسب الأهالي اجتاحوا القرية من عدة مداخل نحو الساعة الواحدة فجراً، وبدءوا بحملة مداهمات واعتقالات واستجوابات لغالبية المنازل، بعضها اقتصر الجنود على التحقيق الميداني مع السكان، غير أن الغالبية تعرض للتكسير والتخريب، وكان زلزالاً أصابها. [title]ليلة طويلة[/title] رئيس المجلس القروي هاني دراوشة أكد لـ"فلسطين الآن" أن "ساعات طويلة من الاقتحام والتحقيقات عاشتها البلدة، فقد استفاق الأهالي على طرقات الجنود الذين استباحوا كل شيء". وأضاف "خلال تلك الليلة التي لم يذق فيها أهالي عورتا طعماً للنوم، وقعت أحداث كثيرة، وتصرف جنود الاحتلال وفق أساليب جديدة تكشف عن مدى الحقد الذي يعتمر صدروهم". [title]اجتياح عسكري [/title] الناشط في مواجهة الاستيطان عبد السلام عواد، أوضح لـ"فلسطين الآن" أن ما تعرضت له عورتا كان أشبه باجتياح عسكري، وتابع "اقتحم جنود الاحتلال بيتي الساعة الثالثة فجراً.. حيث جاء ضابط المخابرات لمنطقتنا وأخبرني باسمه، وأنه جاء ليوصل لي رسالة تهديد بالاعتقال الإداري بأي لحظة، فقلت له "أنا لا أتلقى رسائل من أحد لأنني لا أحب أي رسالة من أي كان". وتابع "قاموا بتسجيل العديد من أرقام هويات وجوالات عدد كبير من أبناء قريتنا". ومع ساعات الفجر، انسحب الاحتلال بعد ان اعتقل ثلاثة شبان، عُرف من بينهم أيمن هاني دراوشة (25 عاماً). وأوضح أن "عدوانية الجنود وترويعهم للمواطنين أثناء اقتحام منزلهم، تسببت بحدوث مخاض لزوجة المواطن يوسف عبدات، فوضعت مولدتها في الشارع المحاذي لبيتها أثناء خروجها منه بعد أن غادره الجيش، فكانت الولادة المبكرة". لافتاً إلى أن "نسوة الحي الذي تقطن فيه سارعن لانقاذها، ونقلنها لبيت مجاور حتى تمت عملية الولادة بسلامة". وتأتي الهجمة على عورتا في إطار استهداف الاحتلال واستباحته لمحافظات الضفة الغربية بدءاً من يعبد شمالاً إلى الظاهرية جنوباً، إذ وصل عدد المعتقلين خلال الأسبوعين الاخيرين إلى أكثر من 600 مواطن، ومداهمة وتخريب ما يربو على ألفي منزل. [title]اعتداء على المقامات[/title] وغالباً ما تتعرض القرية التي تضم مقامات إسلامية للاقتحام من الجيش الإسرائيلي الذي يؤمن دخول مئات المستوطنين المتطرفين لتلك المقامات بحجة أنها "يهودية". ويخشى أهالي البلدة من أن يفرض المستوطنون سيطرتهم على المقامات الإسلامية، مستغلين الصمت المطبق على ما يقومون به من اعتداءات بحق المواطنين والمقدسات. فمؤخراً اقتحمت نحو ثلاثين دورية عسكرية تقل جنوداً إسرائيليين البلدة وداهمت عدداً من المنازل القريبة من المقبرة واعتلت أسطحها لتأمين وصول عشرات المستوطنين الذي قدموا من عدة مستوطنات في شمال الضفة لتأدية طقوسهم الدينية في مقام العزيرات الذي يقع داخل المقبرة. وعمد المستوطنون لتكسير وتحطيم شواهد العديد من القبور وترك مخلفات طعامهم ومشروباتهم الكحولية عليها. وتقضم مستوطنة "إيتمار" التي يقطنها متطرفون آلاف الدونمات من أراضي قرية عورتا وتحاصرها من جهتها الشمالية الشرقية. فيما أقيم معسكر حوارة في الجهة الشمالية الغربية للبلدة وهو ما ضاعف من معاناة الأهالي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.