منحنا الله قضية شريفة خفيفة، قدسها في كتابه، وجمع حولها جلَّ أنبيائه، مهبط الأنبياء والمرسلين،... قضية تستطيع توحيد آلاف الأشكال والأجناس والألوان والصفات... آلاف المسلمين والمسيحيين والملحدين... آلاف الوطنيين من كل بقاع العالم، آلاف المغنيين والمشهورين والفقراء والمساكين، حتى الفاسدين لن يجدوا أي خلاف حولها. قضية واحدة فقط...واحدة ووحيدة فلسطين حرة عربية، لكنَّنا قسَّمناها لألف قضية، وأصبحت فلسطين شعار، قل وسام... والسلام...لقد تقسَّمت قضية فلسطين، لقضية رواتب, وقضية مياه، وقضية تأمين، وقضية تنسيق، وقضية سلام، وقضية موظفي غزة ورام الله، وقضية.. لم يتركونا هؤلاء، ولم نترك أنفسنا أيضاً أن ننام على هم قديم، هذا أمر لا ترضاه أنظمة الحكم العربية، ولا منظمة العفو الدولية، ولا الأمم المتحدة، ولا حتى منظمة الصحة العالمية.... يريدون لنا كل يوم جديد هَمْ جديد، عشان الحداثة... كان المواطن منا يدخل على أبنائه بقضية واحدة، هم واحد، جرح واحد... "فلسطين" ومعها كيس من العنب أو الموز يقضي ليلته في مع هذه القضية... لكنه اليوم أصبح يدخل على زوجته وأبنائه بعشرين همَّاَ وهم، وألف قضية وقضيَّة، وأصبح من الشَّطارة والدَّيارة أن تخترع لك كل يوم قضية، تمزقنا أكثر وأكثر... مرة دولة، وثانية استيطان، وثالثة معابر، ورابعة كهرب، وخامسة رواتب، وسادسة تنسيق أمني... اسحب تربَح، وإذا كثرت قضايا وهموم قومٍ أكيد حياكلوا زفت ملوَّن.... لدينا ما يوحدنا ونبحث عما يفرقنا تباً لنا... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.