ليس بالضرورة أن تحمل سلاح وتقف على تخوم غزة مع الجنود الاسرائيليين وتطلق النيران على الفلسطينيين وتقتلهم لتكون صهيونياً، وليس بالضرورة أن تسكن داخل الكيان الاسرائيلي الغاصب، وتشارك في استطلاع رأيك مع الهجوم على غزة لتكون صهيونياً عرصاً.... لقد كشفت هذه الحرب الثالثة خلال 6 أعوام عن آلاف العرصات المعرَّصين من العرب بالذات، الذين وقفوا مع اسرائيل علناً جهاراً نهاراً بدون أي استحياء، وساندوا الاحتلال بالقول والفعل لقتل غزة ومسحها عن الوجود (غوروا). كم من صاحب لحية "دَقْنُه لحَدْ صُرَتًه" دوَّخنا أحاديث وخطب من تقصير اللباس واعفاء اللحى ووضع النقاب، وستر الحجاب، والمسلم أخو المسلم، والبنيان المرصوص والجهاد، .... و"جاي يا زْلامْ جاي" وفي النهاية اكتشفنا أنه عرص معرَّص صهيوني أكثر من الصهاينة يبارك لإسرائيل قتل الناس، وسحق حماس دون أي رحمة، أو يعتبر أي مسيرة في أي بلد تضامناً مع غزة ضوضاء... كم من اعلامي اشبعنا نهيقاً كل يوم عبر القنوات، عالطالع والنازل "من العروبة حتى الخازوق"، عن الحريات والديمقراطية والمواطنة والسلام والعسكر...إلخ وفي النهاية تحول لحمار عاقر صهيوني كبير، يشتم غزة وأهلها، ويدعو لقتلهم وحرقهم، بلا أي وازع قومي ولا وطني. كم من متاجر باسم القضية، منافق لعين، ما إن بدأت الحرب حتى تحول لعمر المختار، أو الظاهر بيبرس يهتف باسم المقاومة، ويبدأ بالردح الفوري دون أي مقدمات، "احنا كنَّا واحنا سوِّينا والانتفاضة والثورة والطلقة الأولى والأخيرة..." وفي النهاية هو عرص كبير صهيوني أكثر من الصهاينة يحارب المقاومين ويعتقلهم. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]