ما أزال أبحث عن "طُزْ" كبيرة بحجم خيباتنا ونكساتنا ونفاقنا، "طُزْ" أكبر من شعار "أمة واحدة ورسالة خالدة" ... "طز" أكبر من الوطنية والشيوعية والاشتراكية والقومية وجبهات التحرير كلها الأوروبية والعربية... "طز" أطول من ٦٦ عام عندما قال المصريون لنا " ألقوا سلاحكم ولا تخافوا سنقاتل عنكم"، كَبُرت هذه الـ"طز" مع السنوات، فتجمعت حولها كل "الطُزّات" من كهزائم واتفاقيات وتنازلات، حتى انفجرت في وجه غزة اليوم. ما أزال أبحث عن طز كبيرة، بحجم من أغلق في وجهنا المعابر والحدود، وقاتلنا مع العملاء واليهود... طز بحجم من منعوا من السفر وهم جرحى طز بحجم من منعوا من تقاضي رواتبهم منذ شهور، طز بحجم معاناة أطباء لا يجدون الدواء ليعالجوا به المرضى في غزة... طز بحجم نقاهة وطهارة شهدائنا وأطفالنا ونسائنا نثفلها في وجه كل من خان. ما أزال أبحث عن طز كبيرة تتناسب وفتوى من حرّٓم المسيرات تضامناً مع غزة، حتى وإن كان شيخ الشيوخ، ولحيته حتى خاصرته، حتى وان كان مفتى الديار.... طز أكبر من فتاويه كلها أبتدؤها بباب "الحيض والنفاس" وأنهيها بباب" الخروج عن ولي الأمر" أريد طزاً صاحبة جلالة وفخامة، يحيطها الحرس والجنود من كل مكان، وتتدفق حولها الأموال، تسكن أفضل البنايات وتركب أفخم السيارات، وتشتري أفخم الماركات، لتتناسب ومع من ترك غزة من الأمراء والأميرات. أبحث عن مليونية "طزّيّة" تكون أكبر من كل مسيرات التضامن الشعبية العربية مع غزة، أكبر من كل الشعارات والبوستات... سأجمع كل هذه "الطزات" وألقيها في وجوه من خذل فلسطين وأهلها، وسيكتب التاريخ ذلك في كتبه. لقد منح الله العرب والمسلمين أطهر وأفضل قضية على وجه الخليقة، لتوحّدٓهم، وتجمع كلمتهم، وتمسح خلافاتهم... فأبدلوها بعشرات القضايا الداخلية والخارجية لبلادهم فاستحقُوا "الطُّزّ" بذلك. [title]وأنا مالي يا أبو يزن " طز" فيك كمان ودع الخلق للخالق.[/title]