في قلب العواصم الداعمة للكيان الصهيوني خرج عشرات الآلاف في مسيرات صاخبة منددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة. في باريس ولندن ونيويورك اخترق عشرات الألوف –حسب الإعلام الغربي ذاته- أهم الشوارع ووقفوا أمام آلة الإعلام الغربية (بي بي سي وسي ان ان وفوكس نيوز) منددين بالتغطية الإعلامية المنحازة لصالح الإجرام الصهيوني، وهو ما لم يحدث في قاهرة العرب التي لم ينحز إعلامها فقط، بل حرض أيضا على العدوان. المظاهرات المنددة بالكيان الإسرائيلي اجتاحت العالم كله، باستثناء بعض الدول العربية. أما أمريكا اللاتينية فقد تقدمت على الجميع شعبيا ورسميا، إذ سحبت دول مهمة هناك سفراءها من الكيان احتجاجا على العدوان الصهيوني، وهو ما لم تفعله الأردن ولا مصر. تخلص تقارير صحفية دولية وعبرية إلى أن "إسرائيل" خسرت معركة الضمير العالمي، وتدنى التعاطف معها إلى أسفل سافلين، وأصبحت مطالبات تقديمها لمحاكما دولية تتدحرج ككرة الثلج، وأصبح ساستها يعيشون رعب التوقيف في الدول الأخرى. وتخلص بعض تلك التقارير أنه مع هذا فقد ربح نتنياهو حلفاء جدد، فلم يكن يحلم أحدهم بتشكيل حلف استراتيجي بين القاهرة وتل أبيب، تكون فيه الأولى هي راس الحربة في مواجهة المقاومة الفلسطينية الباسلة. يقول المحلل العسكري الاسرائيلي المعروف اليكس فيشمان، إن مصر تنكل بحماس، لكن حماس ترد بقصف "إسرائيل"، فتشتكي "إسرائيل" حماس لمصر، فتضغط مصر على حماس. ويعقب: ألن ننتهي من هذه الحلقة؟