من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له... كانت مشكلة كبيرة واجهناها ولا نزال في آلية توثيق تاريخنا وملاحمنا نحن كفلسطينيين، بكل وسائل التوثيق المتاحة من صوت وصورة ووثائق وشهادات، وآثار ودلائل ملموسة... نوثق كيف قاومت المرأة بجانب الرجل؟! كيف صمد العجوز مع الطفل؟! على غرار كل المتاحف الوطنية لأي دولة كانت محتلة أو خاضت حروب مع أعداء لها، علينا أن ننشأ متحفنا الخاص بعد هذه الحرب، متحف يضم تفاصيل الحرب على مدار الشهر أو يزيد متحف تعرض فيه تفاصيل الكارثة وبشاعة الحرب، وتعرض فيه تفاصيل البطولة وقوة الصمود.. تُعرض فيه نماذج لصواريخ المقاومة التي أطلقت على الكيان من قذيفة الهاون 120 ملم وطالع لحد R160... مكتوب بجانبها كم صاروخ أطلق وأين بالضبط؟! ولا ننسى الصواريخ المضادة للدروع التي أطلقت تقف على أشلاء الدبابات الاسرائيلية التي سيضمها المتحف، وطائرات الأبابيل، وقناصة الغول بجانبها كم قتيل وقع من خلالها؟، وعرض فيديو لأبرز عمليات القنص. لنعرض في المتحف بقايا ملابس الجنود الاسرائيلين -جيش النخبة- بالذات، ونعرض آثار دمائهم وخوذهم، وحتى جزء من أشلائهم.. لنعرض فيه كل صورا كبيرة للبيوت التي فجرتها المقاومة والتي كانت مليئة بالجنود.. في الجزء الآخر من المتحف لنعرض بشاعة هذا المحتل، آثار ما استخدمه من صواريخ وقذائف، صور الدمار والشهداء.. أسماء العائلات التي مسحت بالكامل والذين معظمهم مدنيين... صور مؤسسات الأمم المتحدة التي قصفت، وبقايا الاسعافات التي استهدفت،... حتى يتعلم أبناؤنا هذا التاريخ، تُسٓيّٓر الرحلات هناك ليروا بأعينهم تاريخهم بالصوت والصورة والدلائل والوثائق.. فلقد تعلمنا نحن تاريخ حتشبسوت ورمسيس وغراب البين، و"شوية" خزعبلات وخراريف "نصْهٓا" كذب، حان دورنا لنزرع في قلوب أبنائنا ثقافة ووعي المقاومة، مع كره وبشاعة الاحتلال. [color=red]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق [/color]