أتمنى من كل أهلنا في فلسطين في الداخل والخارج، ومن كل العرب والمسلمين أن لا يخرجوا الأمور عن سياقها الطبيعي، باعتبار ما حدث في رفح من اغتيال ثلاثة من أبرز قادة القسام هو خلل أمني واختراق خطير وكبير، وأن لا يعتبروا القسام والمقاومة منزهين عن الخطأ أو أنهم قوة عظمى في معايير القوى العالمية... لنعد إلى الوراء قليلاً.. لقد حققت المقاومة سجلاً كبيراً من العمليات البطولية والنوعية وعلى رأسها القسام... من صناعة الصواريخ وتفجير الأنفاق وخطف الجنود، .وعلى مدار سنواتها الطويلة كانت تقدم الشهداء والقادة مراراً وتكراراً.. نحن نسكن في قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته ٣٦٠ كم، والمحاصر من كل الاتجاهات... فوق رؤوسنا عشرات طائرات الاستطلاع الحربية الاسرائيلية على مدار الساعة، تراقب كل صغيرة وكبيرة في قطاع غزة... وكل وسائل الاتصالات والتكنولوجيا المستخدمة في غزة مصدرها الاحتلال الاسرائيلي وهي مراقبة أيضاً على مدار الساعة، وكذلك لا ننسى العامل الأهم عملاء الاحتلال وعيونه على الأرض.... وبالرغم من ذلك كله أكره القاعدين والمتخاذلين والمخنثين الذين يوزعون نصائح وشهادات أمنية وقد كان الاختراق يعشش في عيونهم وأدبارهم، وهم اليوم يتغنون بماض مليئ بالاختراقات... أكره القاعدين الذين يتحدثون عمن في الميدان يقاتلون. من الطبيعي أن يستشهد قادة ميدانيون بحجم العطار وابو شمالة، وبالرغم من كونهم مراقبين على مدار الساعة إلا أنهم في الميدان لم يغادروه، فهم يقاتلون "اسرائيل" التي تعتبر من أقوى الدول في استخدام التكنولوجيا بالسلاح، هي أقوى دول المنطقة في سلاح الجو والبحرية، ولديها أقوى الدبابات والأسلحة المدرعة... يا عزيزي في اليمن التي مساحتها 527970كم مربع، وكذلك في أفغانستان والتي مساحتها652225كم مربع ، تقوم الطائرات بدون طيار بقصف اشخاص محددين وسط الجبال والاشجار والغابات، فما بالكم ببقعة لا تتجاوز مساحتها ٣٦٠ كم مربع وعلى مدار اكثر من ٢٥ عام لم تستطع إسرائيل قتل هؤلاء الأبطال الثلاثة... عشان هيك خفوا علينا. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]