24.75°القدس
24.57°رام الله
23.86°الخليل
25.86°غزة
24.75° القدس
رام الله24.57°
الخليل23.86°
غزة25.86°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: برج الظافر.. وبرج التجارة

ثمة شبه لا تخطئه العين بين تدمير برج الظافر (٤) في الرمال الجنوبي من مدينة غزة مساء ٢٣/٨/٢٠١٤، وتدمير برج التجارة الدولية في نيويورك في عام ٢٠٠١م. إن من يشاهد صورة برج الظافر وهو ينهار ويتحول الى كومة من الرماد، تعلوه سحابة من الغبار والدخان الثقيل، لا بدّ وان يتذكر صورة انهيار برج التجارة الدولية. ثمة نقاط افتراق بينهما تستوجب الذكر بالتداعي الطبيعي، ومنها: ١- أن برج التجارة، تم تدميره باصطدام طائرة ركاب مدنية مختطفة به، وتمّ تدمير برج الظافر بصاروخ أطلقته طائرة ف ١٦ صهيونية، عن قصد وتعمد، بغرض تجريب قدرة الصاروخ الجديد على التدمير. ٢- في اليوم التالي استنكرت أميركا، وتبعها العالم كله يستنكر جريمة تدمير البرج، وقد كان النظام العربي في مقدمة المستنكرين ، بينما صمتت أميركا عن تدمير برج الظافر، وبالتبعية صمت العرب والعالم، ولم نسمع لأحدهم شجبا أو استنكارا. ٣- بادر الأمين العام للأمم المتحدة الى استنكار وإدانة عملية تدمير برج التجارة، بينما لاذ بالخرس والصمت حين وصله نبأ هدم برج الظافر المكون من (٤٤) شقة سكنية مأهولة، ومن (١١) طابقا، وتمّ تشريد (٣٠٠) شخصا الى العراء. ٤- اتهم العالم تبعا لأميركا مَنْ هدم برج التجارة بالإرهاب، ووضعوا تنظيم القاعدة على رأس قائمة الإرهاب، ولم يتهم أحد منهم اسرائيل بالإرهاب، رغم التشابه بين الجريمتين ، ومن ثمة خضعت القاعدة للحساب والعقاب، ولم تخضع اسرائيل لا لحساب ولا لعقاب، ولا حتى لعتاب. ٥- على إثر تدمير برج التجارة، شكلت أميركا تحالفا دوليا، شارك فيه عرب ومسلمون، قام بغزو افغانستان واحتلالها، وغزو العراق واحتلاله بحجة مكافحة الإرهاب، ومن خلال هذا التحالف دمرت اميركا بلدين من البلاد الاسلامية، وزرعت فيهما القتل والدمار والفتن الداخلية. بينما لم يحدث شيئا من هذا ضد اسرائيل، لأنها اسرائيل فقط؟! ٦- قد يكون برج التجارة الدولية أكبر حجما، وأكثر أهمية لأنه في أميركا الدولة العظمى، ولكن ما هدم في غزة من منازل ومؤسسات قبل برج الظافر ومعه وبعده يتفوق في الحجم والكبر على ما هدم في نيويورك، وما هدم هو عند أهله وأصحابه في غزة أكثر أهمية من برج التجارة. إن من يضع فيديو انهيار برج التجارة بجانب فيديو انهيار برج الظافر، سيجد شبها في الجريمة وفي مخرجاتها، مع الأخذ بالحسبان أن اسرائيل دولة ظلم واحتلال وعدوان، بينما كانت القاعدة تشعر هي بالظلم، وترى في عملها ما يردع أميركا عن مواصلة ظلم المسلمين والعدوان عليهم. مما لا شك فيه، بعد هذه الموازنة السريعة، أننا نعيش في عالم يقوم على القوة، و النفاق، والتمييز العرقي والديني، والإثني، وأن القوي عسكريا يستطيع أخذ حقه وما بعد حقه، وأن الضعيف يلوذ بذلته خلف الصفوف. ولأننا في فلسطين في حاجة ملحة للخروج من معادلة الظلم والنفاق هذه، طالت أيام هذه الحرب، وتفاقمت فيها الخسائر والمعاناة، من أجل بناء غد بلا احتلال، ولا حصار، رغم أنف اسرائيل