قررت... نعم قررت.. لقد قررت بالأمس أن أغيب عن كل ما يدور حولي من أمور وأحداث ابتداءً من الساعة العاشرة مساءً حتى العاشرة صباحاً... تهدئة انسانية خاصة وضعتها لنفسي -ما حدش اله عندي-. أغلقت الجوال حتى لا أستقبل أي مكالمة أو رسالة عن سقوط صاروخ أو صعود آخر، الكهرباء "قاطعة" يعني ما في تلفزيون أصلاً، وأطفأت الراديو، وأغلقت حسابي عبر "الفيس" و"التويتر" ذاك العالم المليئ بالصداع، وانقطعت عن كل ما يربطني بالوسط المحيط من أحداث.... في أذني وضعت سدادتين، وعلى عيوني قطعة قماشية سوداء وذهبت في نوم عميق... صباحاً استيقظت مع موعد انتهاء التهدئة الخاصة بي وقمت بتشغيل كل شيء حولي يربطني في العالم المحيط... حقيقة أدهشني كم الأخبارالهائل، وعدد ما وصلني من رسائل، لكن أكثر ما أدهشني وأثار اشمئزازي أنا الفلسطيني المحاصر في غزة هو كثرة الاشاعات من حولي، ما ان فتحت العالم الأزرق "الفيس بوك" حتى رأيت البوستات والتعليقات والكومنتات من شباب أو فتيات، سياسيين أو بائعين "ترمس"، ابن اليوم وابن أول امبارح، حتى اللي عمره ما تحدث في السياسة... جميعاً يتحدثون عن مصادرهم الخاصة بأن انفراجة سياسية ستحصل.. يبدو أننا لم نتعلم من درس مصادرنا الخاصة المرة الماضية، وجميعنا يدور في فلك الاشاعات والتوتير، والكل منا لا يدري وهو لا يدري بأنه لا يدري، مش عارف ايش القصة ... " الخبر اليوم بمصاري بكرة ببلاش" على شو " متصربعين، صٓرْبٓعْتُونا معاكم الله يصٓرْبَعْ بْوٓازْكُمْ"... كل مصادري الخاصة، وكثير منها كذب... حتى تداول الأحداث في غزة يشوبه كثير من عدم الدقة عن اسماء وشهداء وكان الأحرى أن يتم الانتظار قليلاً حتى يتم التأكد من الخبر. يبدو أني سأمدد التهدئة الخاصة بي قليلاً حتى أرتاح من المصادر الخاصة ... [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]