كل شيء هنا غريب، حتى الاحتفال بوقف اطلاق النار يكون بإطلاق النار... هنا تقصف بيوت الناس من طائرات الاحتلال وأراضيهم ويهتفون نحن مع المقاومة... هنا مزاج الفرح المنتصر على الألم... هنا شعب غلبان "منيَّل في ستين نيلة" محاصر من الأرض والسماء والبحر، ومع ذلك فعل ما لم تفعله جيوش جرارة، قصف تل أبيب المحتلة بصواريخه المحلية.. لقد عانى نتنياهو أكثر بكثير من أكبر كوابيسه... أنهت تلك الضعيفة الفقيرة المحاصرة-غزة- مستقبله السياسي، وصمت طويلاً عند الاعلان عن وقف اطلاق النار، فليس لديه ما يبيعه للاسرائيلين غير "السَّكٓنْ على راسُه" . بعد ٥١ يوم من الحرب على غزة وشن حوالي ٦٠٠٠ غارة من الطيران والزوارق... في نهاية المطاف رحل أكثر من اثنين مليون مستوطن من المستوطنات المحيطة بحدود غزة داخل أرضنا المحتلة... لم يعودوا إلا بإذن من المقاومة.. حتى من تبقى منهم كان في الملجأ تحت الأرض أو قتل أو اصيب، فقد أطلق القسام قبل ربع ساعة فقط من اعلان وقف اطلاق النار صاروخين على منطقة اشكول أدى لمقتل مستوطن واصابة سبعة آخرين.. والمرة القادمة ان شاء الله سيكون الرحيل والتهجير للمستوطنين من كل فلسطين، وستذوق تل أبيب مثلما ذاقت اشكول ونتيفوت ورعيم وزيكيم وكفار عزة وناحل عوز وعسقلان واسدود وبئر السبع والنقب وسيديروت وصوف وايرز وكريات ملاخي وزفت الطين من صواريخ المقاومة. كل من أراد التبخيس فيما قامت به المقاومة أو التقليل من هذا الصمود والتحدي فليخرس خرساً مبيناً... لقد قاتلت غزة وحدها دون العرب والغرب، لقد قصفت غزة تل أبيب قبل ٥ دقائق فقط من اعلان وقف اطلاق النار... راجعوا تاريخ فلسطين منذ ١٩٢٠ حتى اليوم لتعلموا أهمية هذه الجولة. تحية لكل أم شهيد وجريح ، تحية لكل من قصف بيته أو دمرت أرضه، تحية للأطفال والكبار والشيوخ والنساء في غزة... تحية لكل من وقف معنا بكلمة أو صورة أو موقف... وطز مليار طز في كل من خذل أطهر وأعدل قضية في العالم فلسطين. مبارك يا أبو يزن ودع الخلق للخالق