18.34°القدس
18.21°رام الله
17.19°الخليل
23.39°غزة
18.34° القدس
رام الله18.21°
الخليل17.19°
غزة23.39°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: التصفيات كسهْمٍ مرتد

مع تكثيف «إسرائيل» عمليات الاغتيال التي تستهدف قيادات وعناصر حركات المقاومة في قطاع غزة، فقد انبرت عدد من النخب الأمنية والإعلامية الصهيونية للتحذير من الرهان على عوائد هذه الإستراتيجية في تحسين الواقع الأمني في تل أبيب. فمن ناحيته يرى آفي ديختر،الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية «الشاباك»، وهو الجهاز المسؤول عن «ترشيح» قيادات وعناصر المقاومة للتصفية، أن التصفيات تمثل «حجر الزاوية» في ردع المقاومة الفلسطينية، لكنها لا تمثل حلاً يمكن أن يفضي إلى تجفيف منابع هذه المقاومة. وفي مقال نشرته الجمعة الماضي صحيفة «يسرائيل هيوم»، أوضح ديختر قائلاً: «عمليات التصفية على أهميتها غير قادرة على الدفع نحو انهيار حركة حماس، وهي لا يمكن أن تكون بديلاً عن حملة لتدمير البنى التحتية العسكرية للحركة مرة وللأبد». لكن المعلق العسكري رامي إيدليست يرفض ما ذهب إليه ديختر، ويشدد على أن التجربة تؤكد أن إستراتيجية التصفيات فشلت حتى في ردع المقاومة الفلسطينية. وفي مقال نشره موقع صحيفة «معاريف» السبت الماضي، أشار إيدليست إلى أن عمليات التصفية التي نفذتها «إسرائيل» على مدى عشرات السنين لم تنجح في تقليص مستوى المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تأثير التصفيات على قوة المقاومة يشبه إلى حد كبير تأثير «جز العشب، الذي يؤدي إلى زيادة نموه فقط». وأضاف: «لقد دلت التجربة على أنه مقابل كل قيادي من حماس ننجح في تصفيته يترجل عشرة لكي يحلوا مكانه»، مشيراً إلى أن زعم الأجهزة الأمنية الصهيونية بأن كل قائد في المقاومة الفلسطينية تتم تصفيته يصعب أن يحل أحد مكانه، مجرد زعم لتبرير عملية الاغتيال. وأوضح أن التجربة قد أثبتت أيضاً أن عمليات الاغتيال لم تفض إلى التأثير على جذوة المقاومة، في الوقت الذي تتواصل فيها التصفيات،بل على العكس تماماً. ويرى إيدليست أن الحل يكمن في تسوية سياسية للصراع، مشيراً إلى أن أي حلول أخرى لن تنجح في تحسين الواقع الأمني في «إسرائيل». من ناحيته، يرى يوسي ميلمان، المختص بالشؤون الاستخبارية أن إستراتيجية التصفيات تسهم فقط في تدهور الأوضاع الأمنية. وفي مقال نشرته «معاريف» الخميس الماضي، قال ميلمان إن الأشخاص الذين يخلفون القيادات التي تتم تصفيتها يتفوقون عليها في القدرات والمزايا، منوهاً إلى أن عملية الاغتيال تشوش لفترة محدودة عمل التنظيم، لكنها لا تؤثر على أنماط عمله في النهاية. ولفت ميلمان الأنظار إلى حقيقة ان «إسرائيل» تمكنت منذ ستينيات القرن الماضي من تصفية الآلاف من قيادات وعناصر المقاومة الفلسطينية دون أن يؤثر الأمر على وتيرة المقاومة. ويستدرك ميلمان قائلاً أن تأثير عمليات التصفية يكون ذات أكبر عندما تستهدف قيادات في تنظيمات صغيرة، يصعب عليها العثور على من يحل مكانهم. وخلص ميلمان إلى أن «إسرائيل» وقعت من خلال التعلق بإستراتيجية التصفيات في ورطة، حيث أنها غير قادرة على التخلص منها،على الرغم من تأكدها من عدم نجاعتها في وضع حلول للمشاكل الأمنية، مشيراً إلى أن القيادات الإسرائيلية عاجزة عن تبرير عدم تحركها للمس بقيادات المقاومة عندما تتوفر بشأنهم معلومات استخبارية. ويشير المعلق السياسي للإذاعة العبرية تشيكو منشه: أن تنفيذ عمليات الاغتيال، سيما تلك التي تستهدف قيادات كيبرة تعزز الروح المعنوية للمجتمع الإسرائيلي، لكنها في الوقت ذاته تقلص من فرص إنهاء الحرب الحالية. ويوضح منشه في تغريدات نشرها الخميس الماضي على حسابه على تويتر أنه سيكون من الصعب على حركة «حماس» الموافقة على الدخول في مسار سياسي يفضي إلى انهاء الحرب في أعقاب تصفية قيادات العسكرية. ويتفق عمير رايبوبورت المعلق العسكري في صحيفة «ميكور ريشون» مع منشه، من أن تنفيذ عمليات التصفية تعقد سبل العثور على مسار سياسي ينهي الحرب التالية. وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس الجمعة، نوه رايبوبورت إلى أن عمليات الاغتيال وكل أنماط العمل العسكري التي اتبعتها «إسرائيل» حتى الآن لم تساعد في بلورة مسار لإنهاء الحرب، مشدداً على أن الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يضمن إنهاء الحرب هو تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن أحداً لم يعد يؤمن بجدوى المبادرة المصرية. ومما يعكس تشكيك الإسرائيليين بجدوى الاغتيالات، تساءلت الصحافية الإسرائيلة كيرن نويبنخ بعفوية: «يريدون اغتيال شخصية كبيرة ليشكل الأمر صورة انتصار، لكن ما العمل نحن نريد انهاء الحرب وغير معنيين بالبحث عن مثل هذه الصور». ولدى شروعها في برنامج «جدول أعمال»، الذي قدمته في الإذاعة العبرية صباح الخميس الماضي،أضافت نويبخ: «الناس هنا يبحثون عن وقف المعاناة والعودة للحياة الطبيعية وغير معنيين بالأعمال التي تؤثر على وعي الفلسطينيين»