18.34°القدس
18.21°رام الله
17.19°الخليل
23.39°غزة
18.34° القدس
رام الله18.21°
الخليل17.19°
غزة23.39°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: من علامات النصر

لا مراء في انتصار غزة. قلة كارهة للمقاومة تجادل فيما أجمعت عليه غزة، والمراقبون، وكثير من الإسرائيليين. غزة لا تلتفت لقلة كارهة أو متشائمة بطبعها. ولأني لا أكتب لهؤلاء فسأحاول سرد بعض علامات النصر المشبّعة بالدلالات الأنية والمستقبلية، وفاء للشهداء والجرحى، وكل من سلك طريق ذات الشوكة، في مقالات لاحقة، وأكتفي هنا بمقاربة علامة واحدة، وهي: تدمير هيبة جيش الدفاع الصهيوني، كجيش لا يقهر، وكجيش انتصر على العرب مجتمعين في ستة أيام، وكجيش يصنف كقوة رابعة في العالم، بعد اميركا، وروسيا، وأوربا، وكجيش يحسم المعركة ويحقق النصر في أيام معدودة، وكجيش اعتاد أن ينقل المعركة الى أرض الغير من أول يوم، وكجيش تقصف طائراته عواصم، ومدن عربية، بينما تل أبيب في مأمن من القصف. كل هذه المعاني دمرتها المقاومة، أو أعطبتها بشكل أو بآخر، وما تمّ تدميره أو إعطابه لا يقبل الترميم أو الإصلاح، بل يمكن القول إن تراجع دولة الاحتلال قد بدأ عمليا، وسيتطور الى ان تسقط الدولة، وستخنقها ترسانتها العسكرية، كما خنقت المقاتل الصهيوني في معركة العصف المأكول، فصار سجين دبابته، أو رهين التقنية العسكرية المتقدمة، وسقطت روح القتال والمواجهة عنده في أول مواجهاته مع مقاتلي المقاومة وجها لوجه، من خلال الأنفاق الهجومية. ومن أدلة ما نقوله من سقوط وإعطاب على المستوى الفردي، والجماعي، رفض بعض جنود جولاني وجفعاتي على المستوى الفردي، ركوب الآليات العسكرية والتقدم نحو الشجاعية بعد مقتل (١٤) جنديا وضابطا في الهجوم الأول، وقد حولت القيادة مجموعة منهم الى المحكمة، والتأديب. وعلى المستوى العام للجيش فقد اضطرت قيادته الى وقف خطة التقدم شرقي الخط الأخضر، وأرجعت الجيش وآلياته الى خلف الخط الأخضر بمسافة كيلومترات عديدة بعيدا عن مرمى قذائف الهاون. لقد حاولت القيادة الساسية والعسكرية إخفاء ما أصاب الجيش من إحباط، ورح قتالية منخفضة، من خلال تعظيم خسائر الفلسطينيين البشرية والمادية، باستهداف المدنيين، والمنازل، ثم الأبراج السكنية متعددة الطوابق. إن ما أصاب جيش الاحتلال في هذه المعركة هو بداية تمهد للقادم لا محالة. إن صمود المقاومة في غزة ، وتقديم صور غير مسبوقة للنجاح في مواجهة جنود جولاني وجفعاتي، وهم جنود النخبة عند المحتل، ثم التفوق عليهم بالإيمان، والشجاعة، وحب الشهادة، سيغري غدا دولا عربية وغير عربية على تحدي جيش الاحتلال، والإقدام في الموجهة حين تفرض المعركة نفسها على الأطراف. إن ما أقوله لا يعني تراجع في الآلة العسكرية الصهيونية، بل قد يحدث العكس، فتزيد اسرائيل من تطوير المعدات العسكرية، ولكن الآلة المتطور لا تعمل وحدها، وهي في حاجة الى المقاتل الشجاع، وهذا النوع من المقاتلين غير موجود عند اليهود بنص القرآن، وبمؤيدات الواقع كما كشفت عنه مقاومة النخبة من مقاتلي غزة الأشاوس. لقد سقط الجندي والضابط الصهيوني المقاتل في هذه المعركة، مما أربك قيادته السياسية والعسكرية في الكابينيت ارتباكا بينا، لا تخطئه العين القيادية، وبات هذا الارتباك موضوعا دسما لأحاديث المحللين والإعلاميين اليهود، وغير اليهود، وهو ما أكدته مظاهرات سكان مستوطني غلاف غزة، وأكده أيضا نزوحهم الجماعي ، ورفض بعضهم العودة الى مساكنهم بعد إبرام التهدئة، خشية تجدد القتال في فترة قريبة.