16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: علماء المكاتب

من أكبر نكبات الأمة أن تصاب في علمائها الذين حتى وإن كانوا على صلاح، فإنهم يعتزلون قيادة جموع الناس وتوجيه الحياة العامة، ويكتفون بالتعليم وإصدار الفتاوى في الغرف المغلقة حتى وان لم يهادنوا السلطان إلا أن سكوتهم وانعزالهم إلى الصفوف الخلفية لا يقل ضرره عن اثر شيوخ السلاطين الذين يبيعون دين الله بعرض الدنيا! وفي الوقت الذي تزداد فيه الحملات اللاأخلاقية في مجتمعنا وتتكاثر لتضرب في عمق عقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا الاجتماعية لا نكاد نرى علماءنا يتحركون تحركا جديا لاستنقاذ المجتمع مما يحاك ضده لإفساد آخر معاقل المقاومة الأخلاقية، بل يكتفون بقول أو تصريح أو درس هنا أو هناك محصور الأثر قليل الجمهور، أما الأعمال التغييرية، كما كان يفعل العز بن عبد السلام يوم ذهب وتلاميذه وأتباعه فهدم الملهى الذي بناه بعض المماليك فوق مسجد القاهرة، وأسقط على أثرها عدالة الوزير ويوم حاسب نجم الدين أيوب في إغلاق الخمارات فسأله تلميذه: أما خفته فقال له: والله يا بني لقد استحضرت هيبة الله فأصبح السلطان قدامي كالقط، فهذا سلوك نكاد نفتقده تماما في علمائنا! نكون أغبياء تماما أن ظننا أن الأعداء لا يملكون مخططا لهذا البلد، فهم يؤمنون ربما أكثر منا بأن للأردن مستقبلا في المعارك القادمة وبذا تقول كتبهم لذا فهم يعدون العدة لإفساد ما استطاعوا من شباب الوطن حتى لا تقوم له ولا لهم قائمة، وما هذه المهرجانات من أول مهرجان الألوان الهندوسي إلى إعلان مهرجان التعري وتتابع الإعلانات بهذا الزخم والصورة المشبوهة الممنهجة، إلا اختبار لردات فعل الشعب الأردني وكسر لحاجز الحياء والرفض الذي لن يستمر طويلا، ما لم يتم التصدي له فعليا بثورات أخلاقية تستصدر تجريما حكوميا وقانونيا ضد كل من تسول له نفسه انتهاك عقيدة وحرمات الشعب الأردني، ولا تكفي الحملات والمشاريع الأخلاقية هنا وهناك؛ فالأمر أكبر من أن يواجه بحسن النوايا والحكمة والموعظة الحسنة، ويحتاج وَزْعا بالسلطان قبل القرآن. كنا ننتقد ونتندر بالسياسيين الذين يكتفون بالمؤتمرات واللقاءات ونصفهم بكتيبة الفنادق، ونفرق بينهم وبين من يجاهدون في الخنادق لإعلاء كلمة الحق، والأمر لا يختلف مع علماء الدين أيضا! ما لم يقم من هذه النشاطات اليوم ممكن أن يقام غدا؛ فالمناعة الدينية والأخلاقية لدى الشعب، والشباب خصوصا، مؤهلة للزيادة والنقصان وكثرة الطرق قد تغير حتى الحديد. لقد اشتقنا إلى أيام كان علماء الدين هم سادة الكلمة والموقف فخرجت القاهرة وراء العز بن عبد السلام يوم أخرجه السلطان، فما قبل الرجوع بنفسه وبالناس حتى عاد السلطان إلى هدي الله، فأين علماؤنا من ذلك؟ فوالله ما تجرأ هؤلاء السقطة والسفلة علينا إلا بتفريطهم فينا وبدورهم!