جاري واصلة معاه سوق "الفجل" .. بطالة عشر سنين، والله يخلف عكبونة الطحين، عنده بدل النفر عشرين .. سبع ولاد وست بنات وشيخ "بستوني" وقص "ديناري" واثنين ملادين.. طفران وزهقان وورمان من الوضع. عايش كل الازمنة والميادين، وبيعرف أكثر مني ومنك عن فلسطين... أكثر من كل المحللين والمتابعين، العايشين منهم والميتيين، وبيعرف عنها أكثر من ملك الحرمين والبغدادي خليفة المسلمين ... عنده شهيد وجريح ومحرر كان أسير.. على باب بيته يجلس يقلب كفيه، وجهه عبوساً قمطريراً، يكره كل المسميات والقيادات والتحالفات... قال لي: (بتعرف وين مشكلتنا يا حج).. مشكلتنا أننا كـ(بُكْسِة) البصل كل اللي فيها رووس، ما حد متحمل حد ولا حد مسيطر على حد كل واحد قراره لحاله، وبيعمل اللي بيحلاله حتى لو عحساب كل الدنيا... يا عمي إلنا من ترليون سنة ما أفرزنا قيادة موحدة حقيقية... كل واحد فيهم إله مشروعه وحلفاؤه بيصير عندنا ثلاثين مشروع بدون ولا حليف لانه احنا خرخيشة في ايد كل حليف حابب يركب موجتنا. لو كان في عنا قيادة زي الناس براس وحدة مش بمليون راس كان... بس ( العين بصيرة والايد قصيرة) وعلى قولة البدوية (حليب عنْزْكِي جٓاب لِيكِي الدَّوَرْ) .. والمشكلة قياداتنا منتهو الصلاحية (اكْسْبَيٓردَ) كله فوق السبعين، لازم يكون عنده لوثة صحية تنعكس مباشرة للوثة فكرية... مفروض يضل للخمسة وستين بس ويتمدد له ست شهور كالدواء تماماً قد يبقى مفعوله لست شهور اضافية.. بعديها تنتهي صلاحيته. لا بدنا وطن ولابدنا غراب بين... بدنا قيادة موحدة قبل أي شيء.. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]