16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: الناتو.. عنصرية الثقافة والقتل

تفعيل صندوق إقراض الطالب بالجامعات الفلسطينية الهلال الإماراتي يستقبل دفعة من أطباء الامتياز الثورة المصرية ومرسي والقضية الفلسطينية القتل بالطائرات حلال، والقتل بالسكين حرام، الأول رحيم، والثاني لئيم؟!. ليس دفاعا عن الدولة الإسلامية أو داعش، أو عما ينسب لها من أعمال قاسية، فلست خبيرا ولا عالما بها، ولكن كشفا لحقائق الثقافة والواقع، ودور السياسة الأوروبية الأمريكية العنصرية في خلق التشدد والتطرف في البلاد الإسلامية والعربية، لتدمير أي صحوة إسلامية تملك الحكم وتحقق النهضة المنشودة شعبيا. بالأمس القريب انتهى حلف ( الناتو ) في منتجع ( ويلز ) في شمال بريطانيا إلى تشكيل قوة تدخل سريع لمواجهة تنظيم داعش، وتحطيم قدراته العسكرية وإنهاء وجوده، لكونه في نظرهم يمثل خطرا على بلادهم، وعى قيمهم، وعلى بلاد المنطقة التي نبع منها، وربما على العالم كما يراه الغرب فقط، وكانوا قد صنفوا داعش ضمن المنظمات الإرهابية بمعاييرهم، وأمدوا خصومهم بسلاح نوعي لتعزيز قدراتهم على مواجهته وهزيمته عسكريا. ثمة أسباب عديدة ربما لتحرك الناتو بقوة، ومن بين هذه الأسباب ( ذبح) داعش لمواطنين أمريكيين، وتهديدهم بذبح بريطاني، وهذا السبب يحتاج منا إلى إضاءة ومناقشة. إننا ابتداء نقول: لا يتقبل أحد من الفلسطينيين أو المسلمين عملية ( الذبح !) ، لأنها إعدام بقسوة بالغة. إنها قسوة بشعة ومستنكرة بشكل أشد حين تكون علنية، وحين تكون ضد أسير أنت قادر عليه، وحين تصور وتبث على وسائل الإعلام باسم الحكم الإسلامي خلافا لرحمة الإسلام وقوانينه في العقاب. إن مبدأ العقاب بالقتل يحتاج عادة إلى مبرر لا لبس فيه أولا، ثم إلى وسيلة قتل فيها إحسان يحفظ حق القتيل وكرامته بما قرره الشرع الحكيم ثانيا ، وبما لا يلحق ضررا بغيره من ذويه ثالثا، فلا تزر وازرة وزر أخرى. وهنا دعونا نسأل أنفسنا وغيرنا عن قتل أمريكا والغرب لمسلمين وعرب، في بلاد عربية وإسلامية بصواريخ من طائرات استطلاع، أو طائرات حربية مقاتلة، وثمة شك في مبدأ القتل لأنه قتل خارج القانون، وبلا محاكمة عادلة، ولأنه قتل بقسوة بالغة، تتفوق على قسوة الذبح مرات ومرات، لأنه يجمع بين ( القتل والإحراق، وتقطيع الجسد إربا)، وغالبا ما تقتل الطائرات مع المستهدف أبرياء بحكم تواجدهم قريبا من الرجل المستهدف. إنه حين تقتل أمريكا، وإسرائيل الفلسطينيين، أو المسلمين، بتهمة الإرهاب الفضفاضة، مع حرق وتقطيع، لا ينعقد الناتو، ولا تستنكر دوله الجرائم، ولا يتحدث إعلامهم عن قسوة القتل وبشاعته، ويقف إعلام العرب والعالم أخرس أبكم، وكأن من قتلوا خراف لا تستحق الذكر؟!! إن قتل إسرائيل لأطفال غزة في حربها الأخيرة ( الجرف الصامد) شاهد فذ على هذا الظلم، وهذا النفاق. لقد اجتمع الناتو حين قتلت داعش أمريكيا واحدا أو اثنين ذبحا, ليقرر التدخل السريع ضد داعش بحجج مختلفة. القتيل الأمريكي صاحب (عيون زرقاء، وبشرة صفراء، وشعر أشقر، وله كل الحقوق ؟!)، والقتيل الفلسطيني مثلا ( لا عيون زرقاء، ولا بشرة صفراء، ولا شعر أشقر، وليس له حقوق الرجل الأمريكي؟!) والأدهى من ذلك أنه مسلم، أو عربي مسلم، وهذا فارق في جذور المشكلة والثقافة، ولكن الغرب يخدعنا عادة ويقول للعالمية: نحن لا نقاتل الإسلام ولكن نقاتل الإرهابيين ، وكأن الإسلام والمسلمين (تخصص إرهاب)، فلا توجد منظمة مسيحية أو يهودية، أو بوذية على قائمة الإرهاب، ولا يوجد صراع وقتل، وقتل مسبق الدفع بطائرات الاستطلاع وغيرها إلا في البلاد العربية والإسلامية فقط؟! أليس قتل إسرائيل لأطفال غزة، ونسائها، وهدم الأبراج والبيوت على رؤوس ساكنيها وهم نائمون إرهابا، وهو أشد قسوة بألف درجة من ذبح داعش لرجل أو رجلين؟! أمريكا والناتو أشد عنصرية من إسرائيل حين وصفوا قتل إسرائيل لسكان غزة بأنه ضرب من حق الدفاع عن النفس؟!. حق الدفاع عن النفس لا يكون للمحتل الغاصب، وإنما يكون للمظلوم المضطهد حين يغتصب وطنه وتسرق ثروته، ويقتل أبناؤه. إن ممارسة ( إسرائيل، والناتو، وأمريكا ) للقتل العنصري، والقتل في أقسى صوره، وأبشع أشكاله، يخلقون بأعمالهم وعنصريتهم وسياساتهم التطرف والتشدد. وهم أيضا يستثمرون ما خلقوا وصنعوا من تطرف بالتعاون مع قادة عرب ومسلمين ليستبقوا سيطرتهم واحتلالهم، ويمنعوا المسلمين حقوقهم الطبيعية في دولة إسلامية تحكم بعدل الإسلام؟!. منذ أن انتهت الحروب الصليبية، وحلّ محلها الاستعمار الجديد، وأنتم ( أمريكا والناتو وإسرائيل ) ما زلتم تقاتلون العرب والمسلمين بروح الصليبيين المورثة في ضمائركم، وأفكاركم وثقافتكم، وتزعمون أنكم لا تعادون الإسلام والمسلمين، ولكن عند شباب المسلمين ألف شاهد وشاهد على أنكم تعادون الإسلام كدولة وحكم، حيثما كانت هذه الدولة وهذا الحكم، ولكم في عداوتكم وسائل منظورة، وغير منظورة، ولا يقدر على مكركم إلا الله.