18.34°القدس
18.21°رام الله
17.19°الخليل
23.39°غزة
18.34° القدس
رام الله18.21°
الخليل17.19°
غزة23.39°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: لا جديد في حديث (إسرائيل) عن بناء بنك أهداف لجيشها في غزة

اهتمت وسائل إعلام فلسطينية وعربية بما نشره موقع الإعلام الإسرائيلي من تقارير تتحدث عن أن جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش بالاشتراك مع جهاز الأمن العام (الشاباك) بدؤوا فعلياً ببناء بنك أهداف جديد في قطاع غزة، استعداداً للمواجهة المقبلة المحتملة بين جيش الاحتلال والمقاومة في غزة. ما يمكن قوله في البداية إن مثل هذه الأخبار لا تعني بالضرورة تلميحا إسرائيليا بأننا على أبواب مواجهة قريبة، ولا توحي بأن (إسرائيل) ستعمل عاجلاً على خرق التهدئة الحالية بضرب أهداف في قطاع غزة لم تستطع ضربها في الجولة السابقة، بل إن هذه الأخبار لها سياقات أخرى لا تلتقي بالضرورة مع ما سبق. فلا جديد يذكر في الحديث عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تعزيز بنك أهدافه في قطاع غزة، بعدما استهلك جزءاً كبيراً منها في عدوانه الأخير على القطاع. فالجيش كان يعمل على ذلك أثناء الحرب، وكان يستغل التهدئات الإنسانية لذات الهدف، بل إنه بنى بنك أهدافه في الحرب الأخيرة أثناء فترة الهدوء التي تلت حرب حجارة السجيل، وهو يعمل على مدار الساعة على تحديد أهدافه حتى لو كانت المواجهة القادمة ستقع بعد سنوات. فمثلاً وبالرغم من الهدوء على حدود (إسرائيل) وجنوب لبنان والتزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل باستمرار على تجديد الأهداف التي سيهاجمها الجيش في حال اندلاع حرب محتملة بينهما. والأكثر من ذلك وبما أن (إسرائيل) تعيش حالة عدم استقرار بسبب سياستها الاحتلالية العدوانية فهي تضع في حساباتها أنها قد تضطر في يوم من الأيام لخوض مواجهة بينها وبين مصر، وهي لديها بنك أهداف لهذه الساعة وتعمل على تجديده، خاصة في ظل حالة السيولة السياسية التي تعيشها المنطقة. ومحدد آخر في فهم مثل هذه الأخبار أن (إسرائيل) وجيشها ومؤسساتها لا تدع الأمور للاحتمالات والصدف، فهي تعمل جاهدة على الاستعداد المتواصل، لأن فشلها سيكون مكلفاً عليها كمجتمع لا يحتمل الخسارة، وأيضاً كمستوى سياسي وعسكري يدفع على الفور ثمن الإخفاق من منصبه وجمهور ناخبيه، بل وقد يخسر مستقبله السياسي. وتزيد من أهمية المحدد السابق حالة الجدل العنيف التي اندلعت أثناء الحرب الأخيرة وبعد انتهائها، وتبادل الاتهامات بالتقصير بين الجهات الاستخبارية المختلفة، خاصة جهازي الاستخبارات العسكرية والشاباك، بعدما تبين لهم حجم الإخفاق الاستخباري والمعلوماتي، مما حرمهم من تحقيق انتصار يذكر على حركة حماس، وكأن نشر هذه الأخبار من باب القول إننا نعمل على تلافي ما وقع من أخطاء. وهي أيضاً تخدم إعلامياً الحكومة الإسرائيلية التي تريد أن توحي للجمهور الإسرائيلي بأن المبادرة العسكرية تجاه قطاع غزة ما زالت بيد الجيش الإسرائيلي، وأنها ما زالت تعمل ميدانياً ضد الأهداف العسكرية لحماس في قطاع غزة وإن كان على الصعيد الاستخباري. وتزايدت محاولات إقناع الجمهور هذه، بعدما كشفت استطلاعات الرأي المختلفة أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن حركة حماس خرجت من هذه الحرب منتصرة، في مقابل هزيمة واضحة لـ(إسرائيل) وجيشها الذي لم يستطع أن يحقق أهدافه من هذه الحرب. وبالعودة إلى الأخبار الإسرائيلية حول بنك الأهداف، وأن (إسرائيل) تخطط لقتل قادة حماس في الضربة الأولى في الحرب القادمة، فيمكن القول إن هذا الحديث مستهلك على المستوى الأمني والإعلامي؛ لأن هذا الهدف لم يغب عن جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية لحظة في كل الحروب والمواجهات السابقة، وقد حاول الجيش مراراً تنفيذ هذا المخطط إلا أنه لم ينجح في ذلك، ولعل هذا الحديث يهدف، للتهويل من قدرات (إسرائيل) الاستخبارية، وكجزء من الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني وقادة المقاومة في غزة. لا يجب أن يفهم مما سبق أن (إسرائيل) تخلت عن غدرها وخيانتها، لكن من المهم التعاطي مع الأخبار الإسرائيلية في سياقاتها بعيداً عن التهويل أو التهوين، وأن لا نساعد آلة الحرب النفسية الإسرائيلية في مسعاها.