16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: بين نظرية فتح وتطبيق حماس

وضعت حركة فتح مجموعة من التصورات والمفاهيم، ضمنتها أدبياتها، بدءاً بـ"بيان حركتنا" في عام 1959م، مروراً بـ"هيكل البناء الثوري"، والنظام الداخلي ودروس: "لماذا أنا فتح" وغيرها. ومن هذه التصورات: رفضها الاعتراف بالأمم المتحدة وقراراتها، لأنها صانعة النكبة الفلسطينية. ورفضها المبادرات والحلول السياسية للقضية والعمل على محاربتها. وتبنيها للكفاح المسلح خياراً استراتيجياً وحيداً لتحرير فلسطين. وفي مجال الكفاح المسلح، تصورت فتح أنها كحركة, فهي غير ملزمة بقرارات الأمم المتحدة، ولا تستطيع دول العالم أن توقف هجومها على العدو الصهيوني, إذا ما داست قواتها وفدائيوها أرض فلسطين فإنها تنظفها من العصابات اليهودية، ففي مثل هذا الالتحام لا يمكن لجيوش العالم أن تتدخل. وهكذا فقد تصورت فتح أن حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد, ستنتهي بدخول المقاومة الفلسطينية إلى المدن والبلدات التي احتلها اليهود واستوطنوا فيها، وهكذا تتعطل قدرات العدو الفائقة، كما تتعطل مساعي الدول العظمى في إنقاذه من غضبة الفلسطيني صاحب الأرض. لم تستطع حركة فتح تنفيذ نظرياتها، وتراجعت عن بعضها، وعكست مسار بعضها الآخر. فقد تخلت بالكامل عن تحرير كل فلسطين، واعترفت بـ(إسرائيل) ، ونبذت المقاومة المسلحة، وارتضت المفاوضات سبيلاً وحيداً لا حياد عنه كوسيلة لاستعادة جزء من الحقوق. وأصبحت قياداتها تتهكم على أسلوب المقاومة الفلسطينية المعاصرة في قصف مدن العدو والنزول خلف خطوطه كما حصل في الحرب الأخيرة على غزة. ربما لم تستطع حركة فتح – وبسبب عوامل موضوعية وأخرى ذاتية – خلق مجتمع حاضن للمقاومة مثلما فعلت حركة حماس. واعتمدت حركة فتح في مسيرتها على عدد من الدول العربية مثل سوريا ومصر والسعودية، مثلما لم تعتمد حركة حماس. وأصغت فتح للنصائح العربية والغربية بضرورة التفاهم مع العدو والذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام، وهو ما لم تؤمن به حركة حماس ولم تصغ إليه. وتلهت حركة فتح بمظاهر الدولة والسيادة التي تلبّستها منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها فتح، خصوصاً بعد اعتراف الأمم المتحدة (التي كانت مرفوضة من فتح من قبل) بالمنظمة، وهو ما لم تتلهَ به حركة حماس، حتى وهي تدير حكومة في غزة على مدار سبع سنوات, بنَت خلالها قوة مقاومة عنيدة فاجأت العالم. تتحدث حركة حماس اليوم بثقة واتكال على الله عن اقتراب معركة التحرير الشاملة. ووضعت الأنفاق الاستراتيجية التي اخترعتها حماس في غزة أقدام المقاومة على أول طريق التحرير. وقد نشهد في المعركة المقبلة تسلل المقاومة عبر هذه الأنفاق أو غيرها إلى مدن العدو ومستوطناته فيجوسوا خلالها، وقد تعطلت قوى العدو الفائقة، وحلفاؤه العظام، فتتحقق نظرية حركة فتح على أيدي حماس. لو بقي في حركة فتح مَن يؤمن أو يحِنّ لمبادئ وأدبيات فتح الأولى، فما عليه إلا أن ينتقل بسلاسة إلى حركة حماس ليجد أحلامه تتحقق، والوطن يتحرر