16.66°القدس
16.38°رام الله
15.53°الخليل
21.51°غزة
16.66° القدس
رام الله16.38°
الخليل15.53°
غزة21.51°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: زفرة العربي الأخيرة

عجيبة هي العقيدة العسكرية والحقد الأعمى الذي اتسم به الغزاة الذين احتلوا أرضنا، فالجنرال غوروابن فرنسا التي تفصل بيننا وبينها أكثر من البحر كان يجهل أشياء كثيرة عن بلادنا ولكنه كان يعرف خطواته نحو قبر صلاح الدين ويعرف تاريخ صلاح الدين ليذهب أول ما يذهب في الشام نحو قبره وكأن بينهما ثأرا قديما استده باحتلال سوريا فقال له: ها قد عدنا يا صلاح الدين! الجنرال ألنبي البريطاني لم يكن أحسن حالا، فإلى جانب القوة العسكرية التي كان يقودها تربى على عقيدة متطرفة فرأى نفسه امتدادا للصليبيين الأوائل وفرسان المعبد فأعلن فور دخوله القدس أن التاريخ اتصل بالحاضر وأنه بدخوله القدس تكون الحروب الصليبية قد انتهت ووضعت أوزارها! بنفس الولع بالماضي والتاريخ زرت قصر الحمراء في غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس وكأن بيني وبين آخر ملوكها أبي عبدالله الصغير، لقبا وفعلا، ثأرا يريد أن يستخرجه من التاريخ ليحاكمه على هزيمة وخيانة افتتحت ومهدت لسجل من الهزائم والخيانات بعدها! هناك على جبال غرناطة المطلة على قصر الحمراء، بناء من أجمل ما أبدعت العمارة الإسلامية، ستجد نصبا تذكاريا يحمل اسم (زفرة العربي الأخيرة) في إشارة إلى الدموع والتنهدات التي أطلقها الصغير وهو يودع غرناطة صاغرا ذليلا بعد أن سلم مفاتيحها استسلاما للملكين الكاثوليكيين فرديناد وايزابيلا!! كان في جعبتي أخبار كثيرة للصغير فقد زفرنا بعد ما سمي بزفرته الأخيرة زفرات كثيرة فضاعت الخلافة العثمانية وعاد ملوك الطوائف بصورة أخرى في تقسيم الدول العربية واحتلت المقدسات وفقدنا سوريا والعراق ومصر وصدقت فينا نبوءة الجواهري: فاضت جروح فلسطين مذكرة جرح بأندلس للان ما التأما سيلحقون فلسطين بأندلس ويعطفون عليها البيت والحرما ويسلبونك بغداد وجلقة ويتركونك لا لحما ولا وضما ولكن الله لم يكتب الهلاك على هذه الأمة برغم زفراتها المتتابعة فالخبر الذي لا تعلمه يا صغير إنه قد توالد فينا مثلك من الخونة كثر ولكن خرج فينا أيضا رجال لا يستسلمون مثلك أنهم يموتون أو ينتصرون كما رباهم شيخ المجاهدين الليبي عمر المختار، الخبر الذي لا تعلمه يا صغير أن هناك رجالا لا يبيعون الوطن والأمة مقابل الاحتفاظ بكراسيهم بل يتركون كل شيء لمصلحة الوطن ويقولون كما قال إسماعيل هنية "خذوا الكراسي وابقوا لنا الوطن"، الخبر الذي لا تعلمه يا صغير أن رجالنا ما زالوا يؤمنون بشعار دولتكم أن (لا غالب إلا الله) ولكنهم لا يعتمدون عليه اعتماد الضعيف بل يأخذون بأسباب الغلبة المادية من طائرات وصواريخ وأنفاق ليتحقق لهم الوعد بالغلبة الإلهية. جئت لاخبر أمك عائشة أن ليس كل الأمهات لا يحسنّ التربية مثلها فهناك أمهات مجاهدات كريم الرياشي وهناك أمهات يربين المجاهدين كأم نضال فرحات وهناك أمهات يسابقن للجهاد برغم السن والمرض كفاطمة النجار، لا يا أم الصغير لم تعد النساء تبكي على الأطلال ملكا مضاعا أنهن الآن يسابقن الرجال للدفاع عن الأوطان. نصر غزة التراكمي جعل في جعبتي أخبارا كثيرة لكل خائن متخاذل من زمن الصغير إلى زمننا هذا بأن الهزيمة والموت والتلاشي ليس مكتوبا علينا وان ما زال في عمر هذه الأمة يوم أغر، حيث زفر الصغير في غرناطة الأندلس زفرته الأخيرة وقفت لأتلو عليه ما قاله القصيبي: لا تُهيِّئ كفني.. ما متُّ بعـدُ! لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـه أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي لي مع الثـأر مواثيقٌ وعَهـدُ أيها المسجد يا مسرى الهُدى إن وعـدَ الله حـقٌّ لا يُصَـدُّ الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا وغدا يمضي الصليبُ المستجدُّ إنَّ ما ضُيّعَ في ساحِ الوغى في سوى ساحتها لا يُستـردُّ لن ننس التاريخ ولكن نأخذ منه العبرة ويوما سنحاكم الأولين والآخرين على كل مجد ضيعوه وعلى حق فرطوا فيه