29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: أنت الصح

قُرب "دَوَّار" السَّرايا وسط أشعة الشمس الحارقة في مدينة غزة، وقفت أنتظر سيارة تتجه نحو الجنوب حيث خانيونس... سيارة من نوع "سكودا" حديثة توقفت.. أشار لي بيده نحو الجنوب قلت له: خانيونس.. لم يتكلم. فتحت السيارة وجلست في المقعد الخلفي بجانبي أحد الأشخاص وبجانب السائق شخصٌ آخر. في الطريق أول شارع صلاح الدين رفع السائق صوت المسجَّل بشكل كبيرٍ جداً ومستفزٍ جداً، الصوت مزعج للغاية، وسماعات السيَّارة تتحرك من الضجيج، وشعرت الأبواب تتحرك معها كذا السقف. لم تثرنِ الموسيقى الصاخبة واللعينة بقدر ما أثارني جاري في الكرسي الخلفي، نائم تسمع له مقدِّمات شَخِيرْ، تدل على انغماسه في النوم، والشخص الذي أمامي ينظر يُمْنَةً ويُسْرَة دون أي مبالاة أو انزعاج، حتى السائق نفسه "منشَكِح" إلا أنا. نظرت حولي في السيارة، في سقفها، بين أرجلي... ثم صمتَّ وقلت في قرارة نفسي "أصبر يا أبو يزن معقول كل اللي في السيارة مش متضايقين إلا أنت؟! شكله في لغز" . طالت الطريق بي، كأنها ساعات فأنا الباحث عن الهدوء بكل تفصيلاته... أنا الذي أعشق الصَّبا الجميل، وشقشقة العصافير، ..أنا من يعشق كوباً من القهوة على تلَّةٍ مرتفعة مع رفقة كتاب... هل أنا الوحيد المخطئ في هذه السَّيَّارة؟ صمَتُّ حتى نهاية الطريق. قرب دَوَّار "بني سهيلا" بدأ الرّاكبُ أمامي يحرك يديه وينظر إليّ ويشير إلى زميله بجانبي بإشارات الصُّمْ، طالباَ مني أن أوقِظَه من نومه. بدأت أهز بزميله، حتى أفاق صارخاً وبدأ يشير بيديه، فأشرت له على زميله في الأمام. اكتشفت أن كلاهما أصم وأبكم، وما بال السائق يا ترى؟؟ تقدم قليلاً بعدما نزل "الطُّرشان" ونزلت وألقيت نظرة أخيرة على السائق لأجده واضعاً في إحدى أذنيه سماعة لتكبير الصوت. قلت في نفسي: إذا عُرِفَ السَّبب بَطَلَ العَجَبْ... وليس بالضرورة أن يكون كل من حولك على صواب؟! قد يكونوا جميعاً على خطأ وأنت الصواب... آخ لو اختصرت الموضوع من البداية وطلبت من السائق أن يُخْفِضَ صوت المُسَّجل... لن أعتقد مرَّة أخرى أن الجميع على صواب، سأختصر المسافات.!!