يهاجر الشباب من فلسطين لأن المتحكم في أمرهم قد قارب على الثمانين، يحتاج من يسْنِدْ له رأسه على الوسادة، ويشعل له السيجارة، أو ينزع عنه "البدلة". يهاجر الشباب لأن المتحدث باسمهم مصاب بنصف أمراض الكون، ويأتيه الهَرَمُ من فوقه ومن تحته، وفيه "بَرْبِيِجْ" للقسطرة البولية، فهو لا يستطيع الذهاب للحمام كل ساعة عشر مرات، ومصاب بالسكري والضغط، باختصار هو منتهي الصلاحية "اكسبيرد" من شي سنين. يهاجر الشباب لأن الذي يتحكم في مشاريعهم وتنمية قدراتهم "حرامي" كبير، "مليان فلوس" وأكبر مشاريعه كانت حملة تطوعية لإنقاذ المتضررين من ثقب الأوزون، بتكلفة أربعة ملايين دولار. يهاجر الشباب لأنهم ما يزالون يعملون متطوعين في كثير المؤسسات منذ سنوات بلا مقابل، ولا أي مكافأة، واذا رفعت صوتك قليلاً يقول لك المدير "احمد ربك اللِّي صَاحِحْ لك تتدرب"، وفي نهاية الخدمة المجانية سيأخذ شهادة خبرة، فيصبح لديه خليطاً من شهادات الخبرة "ما ضَلْ مؤسسة إلا خدم فيها"، وخليط آخر من الدورات، مختلفة الأشكال والألوان.. ودون عمل. يهاجر الشباب لأن دكتورهم في الجامعة عمره ثلاثة قرون وعقدين من الزمن، ويدرسهم كتاب كتب على ورق "البردي" يناقش فيه آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، كتاب قديم ما فيه من نظريات وكلام نفاه العلم الحديث. ومن "يُفْتي" لهم بعدم جواز الهجرة ويقول أنها "حرام شرعاً" لديه وظيفة بثلاثة آلاف دولار، ويتقاضى عليها راتب وزير سابق، وسيارة وعمارة ومرافقين، وأبناؤه "موظفين". [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.