17.21°القدس
16.92°رام الله
16.08°الخليل
21.87°غزة
17.21° القدس
رام الله16.92°
الخليل16.08°
غزة21.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: المصالحة من جديد.. ولا جديد

مرةً أخرى العودة من جديد إلى المصالحة ولا جديد فيها وكل ما يثار هو مجرد أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين فغالبا ما يصدر عن الأحلام كوابيس وتشاؤم، وستخلق الأحلام التي لا تنتهي معادلاً نفسياً لواقع أقل ما يقال فيه إنه ليس كما يجب، فليس حال أهل غزة بجيد، ولا حال أهل الضفة، فهؤلاء ما زال الحصار مفروضاً عليهم، وأولئك ما زال الاحتلال جاثماً على صدورهم، والشباب هنا وهناك يعانون بطالةً فاقت كل ما يخطر على بالنا من كوابيس، والمواطنون هنا بالكاد يسدّون رمقهم، وهنا وهناك ينتظرون حتى رواتبهم التي انحبست لمدة شهرين متتابعين. وحال الفلسطينيين في الخارج ليس بأفضل عنه في الداخل فالكل في الهم شريك، فالفلسطينيون في سورية يواجهون الموت والتشرد، والفلسطينيون في لبنان، ما زالوا يعيشون في مخيمات البؤس، منذ أكثر من ستين عاماً، فلا من يعيش في وطنه، يعيش كما يجب، ولا من يعيش خارجه ويتطلع إليه كذلك. ورغم ذلك كنا وما زلنا نضع الأمل صوب أعيننا لأن الأحلام أحيانا تجدد الأمل ونأمل أن يوضع حد للانقسام الداخلي البغيض، ورحم الله الرئيس الراحل أبو عمار، حين قال إن الشعب الفلسطيني دائماً أعظم من قيادته، لا أنسى هذا القول، لأن الواقع يؤكده كل يوم، ورغم أن اللقاء في القاهرة ينطوي على أهمية سياسية، فإن الخشية من أن يمر كمثل عشرات اللقاءات التي سبقته إنما هي خشية لها ما يبررها، أو ألا يحقق سوى أن يبقي على وهم إنهاء الانقسام ماثلاً، حتى لا يفقد الشعب الأمل بقياداته الحالية، وينتفض عليها، ليضع بنفسه حداً لهذا العبث الانقسامي المعيب. تعودنا دائما على اللقاءات بين وفدي الحركتين من حماس وفتح لإتمام المصالحة سواء كان ذلك في الداخل كما حدث في اتفاق الشاطئ قبل أشهر أو على صعيد جمهورية مصر العربية الشقيقة التي لم تتوان لحظة واحدة في إنجاح الاتفاق بين الحركتين دون الميل لأي طرف وهذا شيء نثمنه للأشقاء المصريين، وبالتالي تكمن المشكلة في صدق النوايا عند الوفدين، ومعروف للجميع من الذي يضع العراقيل أمام المصالحة كي لا تتقدم خطوة إلى الأمام، وهذا يدلل على القول المنسوب إلى عزام الأحمد: "واهم من يفكر أن ملف الرواتب لموظفي الحكومة السابقة سيطرح في اللقاء بين الحركتين". هل يعني هذا أن حديث إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بات يشبه الحديث عن الوحدة العربية، التي تغنّى بها العرب وحلموا بها أكثر من خمسين سنة، ربما يكون الجواب بطعم العلقم، وهو "نعم"، ولكن حتى في ظل مثل هذا الاحتمال، لا بد من البحث في كيفية تطوير "العلاقة الأخوية" بين الأخوين أو الشقيقين الفلسطينيين، على الطريقة الأوروبية أو حتى الخليجية العربية، فإن كان تحقيق الوحدة على الطريقة اليمنية، ليس في متناول اليد في المدى المنظور، فلا أقل من البحث في السياسات والإجراءات التي "توحد" مجتمعي غزة والضفة، وهي سياسات وإجراءات واجبة وضرورية، حتى في ظل سلطة سياسية واحدة، لأن وحدة المجتمع والشعب هي ضمانة وحدة ووحدانية السلطة السياسية، ومع الأخذ بعين الاعتبار العقبة الجغرافية، ووجود الاحتلال الإسرائيلي، في طريق الوحدة، فإن ذلك يحتم البحث الإستراتيجي في هذه المسألة بالذات، ذلك أنه حتى لو تحققت المعجزة، وأعلن عن إنهاء الانقسام، وعن توحيد شطري الوطن / الدولة، فلا بد من ضمانة تحول دون تكرار ما حدث قبل خمس سنوات، مرة أخرى. نحن الآن أمام مفترق طرق خطير فإما أن نجتاز هذه المرحلة وننجو بجلودنا من العدو الأساسي "الانقسام" على طريقة قبيلتي الأوس والخزرج في ظل الإسلام أو أن نرجع إلى الجاهلية الأولى ونبقى منقسمين ابد الدهر، ولعل السؤال الذي يتبادر في الأذهان هو: ما هي حسابات الطرفين التي تمنع إقدامهما على إنهاء الانقسام، نظن أنها حسابات عديدة، وهناك وقائع على الأرض تمنعهما من تحقيق المصالحة رغم أن تذليلها ليس أمرا صعبا أو معقدا كما يعتقد البعض ولعل الجميع يعرف ذلك ولا أريد أن أطيل، لكن هناك موانع وحسابات طالما ذكرناها سابقاً، لكن ما هو ظاهر للعيان أن سياسة عض الأصابع ما زالت قائمة، حيث يعتقد كل طرف بأن الوقت يمكن أن يكون في صالحه، ثم إنهما تعايشا مع حالة الانقسام والجميع كان متألما ومتضررا، وللأسف إننا أدرنا الانقسام بنجاح ولكننا اليوم ندير المصالحة بفشل.