شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مخططات استيطانية، لتهجير آلاف البدو في مناطق قريبة من القدس وإسكانهم بالقرب من أريحا، حيث كثفت مؤخرًا عمليات هدم البيوت السكنية والمسقفات الزراعية في التجمعات البدوية، بهدف زيادة الضغط على السكان لحملهم على الموافقة على مخطط اقتلاعهم وترحيلهم، واستخدام الأراضي لأغراض استيطانية. وتعتبر سلطات الاحتلال أن الخطة تندمج في "المتغيرات الدينامية" التي يمر بها البدو، وتبرره بانتقالهم من مجتمع زراعي لمجتمع "عصري" يعيش على التجارة والخدمات والعمل الهندسي وغيرها. [title]بدو القدس يرفضون المخطط [/title] لكن بدو القدس يرفضون المخطط ويعدونه مشروع ترحيل جديد طمعا في أراضيهم تحت غطاء "تجميع البدو وتطويرهم". ويقول جميل الجهالين، ممثل العشائر البدوية المعرضة للترحيل لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: إن "آلاف البدو مهددون بالتهجير وفق المخطط الإسرائيلي التهجيري، فضلا عن مصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضينا". وأشار الجهالين إلى أن المخططات الإسرائيلية بين منطقتي النويعة بأريحا وبلدة أبو ديس شرقي القدس تستهدف 46 تجمعاً بدوياَ تضم ما لا يقل عن 14 ألف مواطناً. وأوضح أبو جهالين أن خطة الاحتلال تشمل 3 مخططات، الأول في تل نويعمة وتشمل بناء 800 وحدة استيطانية لترحيل البدو والمخطط الثاني شرق أبو ديس ويهدف لترحيل 250 عائلة بدوية، والثالث قرب قرية الرشايدة ويشمل بناء 1000 وحدة استيطانية، مبينًا أن هذه المخططات ستهجر أكثر من 2400 عائلة بدوية. وطالب الجهالين، بإعلان موقف واضح من الجميع للوقوف ضد تنفيذ هذا المخطط وتوفير سبل دعم وصمود البدو فوق أرضهم، مطالباً أيضا المؤسسات الدولية بالضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف هذا المشروع، داعيا وسائل الإعلام لفضح ممارسات الاحتلال وتسليط الضوء على هذه القضية. [title]تحذير أممي [/title] الأمم المتحدة، حذرت مطلع الأسبوع من المخطط الإسرائيلي الذي يهدف إلى "تهجير قسري" لآلاف البدو الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيار كراهنبول “إذا تم تنفيذ هذا المشروع، فإنه سيعزز المخاوف من تهجير قسري". وأضاف أن "هذا الأمر قد يمهد أيضا لتوسّع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية ما يهدد في شكل أكبر حل الدولتين”. وأكدت الاونروا أن المخططات الإسرائيلية تستهدف الفلسطينيين الذين يقيمون "في منطقة “اي 1” وفي منطقة “معالي أدوميم” قرب القدس، وهما منطقتان تم اختيارهما لبناء مستوطنات إسرائيلية جديدة". [title]السيطرة على ما تعرف بمنطقة "E1" [/title] ويؤكد مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، أن المخططات الاحتلالية الجديدة تهدف للسيطرة على ما تعرف بمنطقة "E1" وتهجير 15 ألف مواطن يقطون في هذه المناطق وتسكينهم في كنتونات تذكر بمعسكرات النازية "غيتوت". وأوضح العاروري أن المخططات تم طرحها بشكل منفصل الا انها تشكل وحدة متكاملة تشمل طرقا توصلها ببعضها، وتضم مخطط توسيع شارع المعرجات الرابط بين رام الله واريحا. وشدد على أن المخطط يقضي على مستقبل اقامة الدولة الفلسطينية بالاستيلاء على اراضي E1 التي تعزل القدس وتفصل الترابط الجغرافي بالضفة، ما يستدعي استغلال الفترة المتاحة لتقديم الاعتراضات على المخطط امام المحاكم الإسرائيلية. في ذات السياق، أكد العاروري لـ"[color=red]فلسطين الآن"[/color] أن ما تقوم به سلطات الاحتلال بتهجير أهلنا في شرقي القدس يمثل جريمة تطهير عرقي. مطالباً السلطة بالانضمام إلى ميثاق "روما" بأسرع وقت وملاحقة جرائم الحرب الإسرائيلية. كما أكد أن تصاعد الهجمة الاستيطانية التي تشنها الحكومة الاسرائيلية الحالية سواء عبر مصادرات الاراضي كما يحدث في بيت لحم والخليل. او الاستمرار في سياسات الهدم والاخلاء وتهويد القدس، وتقسيم الضفة الغربية إلى معازل ومنع التواصل بين شمال وجنوب الضفة الغربية عبر تنفيذ مخطط E1، "لن تثني الفلسطينيين عن المضي في تحقيق هدفهم ولن تفلت من اصرار شعبنا على نيل حقوقه المشروعة". [title]"لن نقبل المس ولو بخيمة" [/title] اما رئيس هيئة الجدار والاستيطان زياد أبو عين فأكد: قائلاً: "لن نقبل بالمس ولو بخيمة بدوية واحدة وسنعمل على تدشين مشاريع تُوطن الفلسطينيين في المناطق المهددة بالتهجير(..) المشروع الإسرائيلي لا يؤثر فقط على التجمعات البدوية بل على كل الفلسطينيين لأنه يتعمد تقطيع أوصال الضفة". وقال ابو عين، إن "مخطط النويعمة لتهجير البدو هو مخطط للتطهير العرقي للمواطن الفلسطيني، فهذه جريمة إنسانية تهدف إلى إخلاء الأراضي الفلسطينية"، مشيراً الى أن هذا المخطط قائم على إخلاء التجمعات البدوية الفلسطينية المنتشرة في أكثر من 46 تجمعا، تمتد من جنوب العيزرية وأبو ديس إلى منطقة حزما، امتداداً إلى البحر الميت، وخط الهدنة في بيسان، إضافة إلى الأغوار الأردنية، والأغوار التي تتاخم الأرض الفلسطينية. وأضاف أبو عين أن الاحتلال يريد إخلاء التجمعات البدوية الموجودة منذ سنين ونقل نحو 12 ألف نسمة إلى 4 تجمعات يتم إنشاؤها لهذا الغرض، موضحا أنه سيتم نقل البدو للاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات، من أجل قطع أوصال الضفة الغربية، والسيطرة الإسرائيلية المطلقة على كل هذه المنطقة، وإسقاط مشروع الدولة الفلسطينية ومشروع حل الدولتين. يذكر أن دولة الاحتلال تسعى لشطر الضفة إلى قسمين من خلال المشروع المسمى "E1" والذي يهدف لربط مدينة القدس بالتجمع الاستيطاني الكبير القائم الى الشرق المعروف بـ "معاليه أدوميم" والذي بات يصل من أبو ديس الى مشارف البحر الميت. الا أن هذا المشروع الاستيطاني يواجه عدة تحديات أبرزها وجود أكثر من 2000 عائلة بدوية على أراض واسعة تقدر بـ 60 ألف دونم تخطط سلطات الاحتلال لطردهم من أراضيهم وتجميعهم في تل النويعمة بالاغوار على مساحة ألف دونم فقط، وتم طرح العطاء للبدء الفعلي بتنفيذ المخططات الاولية للمشروع في منطقة النويعمة كمقدمة لطرد البدو من مضاربهم الموجودين فيها منذ عشرات السنين. [title]شركات فلسطينية تساهم في التهجير! [/title] وفي سياق متصل، كشفت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عن تورط 3 شركات فلسطينية بالمساهمة في اعداد مخططات تهجير البدو في محيط القدس. وقد تظاهر عشرات النشطاء في مدينة رام الله، قبل ايام، أمام مكتب “أسيا الهندسي” بسبب مشاركته في “مخططات لصالح الاحتلال الإسرائيلي تهدف لتهجير البدو من القدس وتجميعهم في منطقة الأغوار “تل النعيمة””، على حد وصف المتظاهرين. ورفع المشاركون شعارات في الوقفة تطالب المكتب التراجع عن هذا العمل الذي وصفوه بـ"الخيانة"، وتعاون مع الاحتلال للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهجير الساكنين فيها”. وأعلنت نقابة المهندسين تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول قيام 3 مكاتب هندسية فلسطينية بإعداد مخططات هيكلية لصالح ما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية يهدف احدها الى ترحيل البدو من محيط القدس الى تل نويعمة في الاغوار. وأوضح نقيب المهندسين أحمد العديلي ان اللجنة ستوضح جميع جوانب القضية خلال 3 أيام، مضيفا ان هناك لبسا في الموضوع وسيتم توضيحه من خلال نتائج اللجنة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.