24.43°القدس
23.19°رام الله
23.3°الخليل
26.78°غزة
24.43° القدس
رام الله23.19°
الخليل23.3°
غزة26.78°
الجمعة 02 اغسطس 2024
4.83جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

في ظل اعتداءات صهيونية مستمرة..

خبر: لقاءات "تطبيعية" سرية وعلنية على كل المستويات

شهدت الايام القليلة الماضية سلسلة لقاءات "تطبيعية" بين فلسطينيين وصهاينة على عدة مستويات، بالرغم من مواصلة الاحتلال الصهيوني ممارساته الاجرامية على الارض وتحديدا اعتداءاته الدموية على قطاع غزة المحاصر، وتهويده المتواصل لمدينة القدس وشنه لحملات الاعتقال اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني المحتل. هذا من جهة، ومن جهة اخرى تأتي هذه اللقاء في ظل رفض شعبي مطلق لها، وسط دعوات لملاحقة المطبعين ومقاطعتهم وكشف الجهات التي تقف خلفهم. أولى تلك اللقاءات العلنية، كانت لـ"سري نسيبة" رئيس جامعة القدس، الذي شارك في مؤتمر تطبيعي عقدته منظمة يهودية في فندق "الإمبسادور" في المدينة المقدسة. وقال المنظمون إن المؤتمر سيكون عنه برلمان مشترك من 1500 شخص يضم عربا ويهودا فيما يعرف بالإتحاد الفلسطيني اليهودي. وأعلن المنظمون عن أسماء المتحدثين، وهم إضافة لنسيبة: وزير الخارجية الصهيوني الأسبق "شلومو بن عامي"، "دايانا روث" - أرملة موشي دايان الذي يعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ الدولة الصهيونية-، والكاتب والناشط اليساري الصهيوني الشهير "أوري أفنيري"، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا في غربي القدس أحمد ناطور، إضافة الى شخصيات أخرى لم يسمها المنظمون. [title]تجميل صورة الاحتلال[/title] ووضع المنظمون العديد من الأهداف التطبيعية التي تهدف إلى شرعنة الاحتلال على الأرض الفلسطينية والقبول به من خلال حديث عن الشراكة الذي يعتبر سري نسيبة احد عرّابيها، والذي دأب على توقيع شراكات مع الجامعات الصهيونية في ظل مقاطعة الجامعات الأوروبية لها. يشار إلى أن مدينة القدس التي سيشارك فيها سري نسيبة بمؤتمر تطبيعي مع الصهاينة تتعرض لحملة متواصلة من التهويد بموافقة جميع المجتمع الصهيوني، وهو ما يجعل مشاركته نوعا من تجميل صورة الاحتلال. [title]طلبة الجامعات[/title] وفي لقاء أخر، التقى يوم الجمعة الماضية 2-12-2011 مجموعة من الشبان العرب من الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر بوفد يهودي في منطقة "عين جدي" داخل فلسطين المحتلة عام 48 بتنسيق من مجموعة دولية تعمل في الاراضي الفلسطينية. وشارك في اللقاء نحو 80 شخصاً، اكثر من نصفهم من طلبة الجامعات وقدموا من محافظات رام الله وبيت لحم والخليل وجنين، عبر حافلات صهيونية. ونقل بعض وسائل الاعلام عن أحد المشاركين وهو معاذ موسى الذي يدرس الإعلام في جامعة بيرزيت قوله إنه "لم يتمكن من الوصول الى مكان الاجتماع، وقد تمت إعادته من حاجز "عين جدي" مع 14 شخصا آخر لعدم حصولهم على تصريح دخول". وأشار طالب الإعلام الى ان هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات نفذ منها 19 لقاءا، وان عدد آخر من اللقاءات سوف يعقد في المرحلة القادمة. وعن المؤسسة التي نظمت اللقاءات، فأوضح أنها "مجموعات عالمية تسعى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين".. وتابع "لم يكن لقاءً تطبيعيا، بل كان بالنسبة لنا فرصة لشرح معاناتنا كفلسطينيين امام الوفد الدولي، ولم نلتق بيهود ممن يقتلوننا او مستوطنين، بل التقينا بيهود مؤيدين للسلام". وتحدث احد المشاركين الفلسطينيين وهو طالب جامعي اخر عن كرم وطيب اللقاء، قائلا: "لقد تفهموا قضيتنا واحبونا، وتفاجئوا اننا نستوعب الاخر.. وقال بعضهم "كنا نعتقد انكم مثل سكان غزة" منغلقين في إشارة الى ان محبي السلام الصهاينة لا يحبون غزة وأهلها. يذكر ان اللقاء تخلله "ماراثون" للدراجات الهوائية والعديد من الفقرات للتعرف على العادات والتقاليد لكل طرف. [title]وثيقة جنيف لم تمت[/title] أخطر تلك اللقاءات ما تمت قبل مدة وجيزة بين موقعي وثيقة جنيف من الطرفين الفلسطيني والصهيوني في الذكرى الثامنة لتوقيعها. وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري في مقال له إن الاعتقاد السائد كان أن "وثيقة جنيف" -التي وقعتها شخصيات فلسطينية بعضها تتبوأ مواقع رسمية في منظمة التحرير (يقصد ياسر عبد ربه) وغيرها مع شخصيات صهيونية تمثل أقلية صغيرة في الكيان المحتل- قد طواها النسيان وأصبحت أثرًا من الماضي، إلى أن طالعتنا الأخبار باجتماع عقد مؤخرًا بمناسبة الذكرى الثامنة لتوقيعها في جنيف أكد على أهمية الوثيقة، وأنها لا تزال صالحة و"تقدم الحل الوحيد الممكن" في مغالطة لحقائق الواقع الماثل أمامنا الذي يشهد توسعًا استيطانيًا لم يسبق له مثيل وتعميقًا للاحتلال. وأضاف في مقال نشره "في السنوات الأخيرة، توارت وثيقة جنيف عن الأنظار ولا يتم التطرق إليها إلا عندما يعقد "تحالف السلام" اجتماعات وندوات هنا أو في "إسرائيل" أو في الخارج لا علاقة لمعظمها بالوثيقة؛ لتبرير الموازنات التي لا تزال تصرف على وثيقة ولدت ميتة". وأكد أن "الوثيقة حين التوقيع عليها شكلت تنازلًا مجانيًا فلسطينيًا فتح شهية "إسرائيل" للحصول على المزيد من التنازلات، وساهم في دفعها نحو المزيد من التطرف، وأن التوقيع عليها شكل من حيث الشكل والمضمون والتوقيت أكبر من خطأ، خصوصًا بالنسبة لمشاركة مسؤولين فلسطينيين أحدهم عضو لجنة تنفيذية في المنظمة، (وأصبح أمين سرها بعد اغتيال ياسر عرفات). وأصبح التمسك بالوثيقة حتى الآن من الجانب الفلسطيني خطيئة جراء هبوب رياح وعواصف التطرف في "إسرائيل" التي أطاحت بالمفاوضات وما يسمى "عملية السلام"، وأدت إلى تشظي معسكر السلام في "إسرائيل". [title]فلسطين بالمجان[/title] فالوثيقة تضمنت تنازلات فلسطينية جوهرية عن وحدة القضية والشعب والأرض، ومست بحق الفلسطينيين المعترف به في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بخصوص القدس والحدود والاستيطان وقضية اللاجئين، خصوصًا حق العودة دون مقابل يذكر، وهي وُقعت مع طرف صهيوني لم يكن يمثل سوى أقلية، ولم يعد حاليًا يمثل شيئًا، لدرجة أن "يوسي بيلين" الذي ترأس الوفد الصهيوني ولا يزال يضع اسمه على الوثيقة، مع أنه ترك السياسة وتحول إلى الأعمال، وكتب مقالات وتحدث في اجتماعات وندوات قال فيها: إنه لم يعد يؤمن بإمكانية تطبيق ما جاء في وثيقة جنيف، لأن إسحاق رابين الذي وقع اتفاق أوسلو اغتيل ولن يبعث حيًا، وأيهود أولمرت الذي اقترب من توقيع اتفاق نهائي مع "أبو مازن" أطيح به ولن يعود لا هو ولا مثيل له إلى الحكم في الكيان الصهيوني، لذا نصح بيلين الفلسطينيين إلى قبول الدولة ذات الحدود المؤقتة لأنها الشيء الوحيد المتاح لهم في ظل حكومة نتنياهو. وختم المصري بقوله "أقول لأصحاب وثيقة جنيف من الفلسطينيين يكفي الضرر الذي ألحقتموه بقضية شعبكم، يكفي إظهار الصراع وكأنه بين متطرفين ومعتدلين من الجانبين، أو حول شروط وطبيعة السلام، وليس بين طرف استعماري احتلالي استيطاني عدواني عنصري إجلائي وطرف واقع تحت الاحتلال، فلا يمكن على الإطلاق التعامل مع الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساواة.. حرام عليكم التغرير ببعض الشباب وإغرائه بالسفريات وجعله يعقد لقاءات مع أناس معظمهم متطرفين عنصريين باسم السلام مع أنهم أعداء السلام.. فلسطين الآن أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى كل أبنائها حتى تتحرر وتضع أقدامها على طريق المستقبل، طريق الحرية والعودة والكرامة والديمقراطية والاستقلال".