29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

"أطفال زمان" يحتفظون بذكريات ابتكار "القبع" و"فوانيس الكوكا كولا"!

خبر: عقولٌ فتيّة تغفو فوق ملاءَة الـ "نسخ لصق"

كان حديثًا شائقًا فعلاً، ذاك الذي دار بين عمي وحفيده الذي يدرس في المرحلة الإعدادية، وكانت نتيجته وكأن الأخير "دجاجةً حفَرت، وعلى رأسِها عفَرت" لحظة طلب من أخته الكبرى أن تنسخ له بحثًا من أحد مواقع الإنترنت حول "اكتشاف الطاقة"، وأن تنقل له من المواقع العلمية المنتشرة أحد تصميمات آلات توصيل الكهرباء كما طلب منه مدرس العلوم.. ولكن ماذا كان ردّ فعل الجد؟ السطور التالية تحمل التفاصيل: بين جيلين.. لبرهةٍ عقد الجد حاجبيه، ثم التفت إلى حفيده متسائلاً: "وأين عقلك حتى تعتمد على الإنترنت يا صغيري؟.. أوليس في قطاع غزة مكتبات عامة يمكنك الاعتماد على الكتب فيها لإنجاز البحث؟، ألا تعرف أن تثبيت المعلومة في العقل يحتاج من المرء أن يبحث ويقرأ بنفسه لا أن يطلب من غيره ذلك؟"، ثم بدأ محاضرته التربوية التي "وككل محاضرات كبار السن تقريبًا تُزعج المراهقين وتربط ألسنتهم عن أي رد. -ربما لأن الكبار يقولون الحقيقة مثلاً؟- قال الجد:"حتى والدك.. ورغم عدم وجود الإنترنت في حياته صغيرًا، إلا أنه كان مبدعًا في اختراع الآلات الكهربائية البسيطة، وبمواد خام متوفرة.. وكانت تغمره السعادة إن استطاع توصيل الكهرباء للمبةٍ صغيرة عبر بطارية بيل عادية عبر سلكٍ كهربائيٍ يجده ملقىً هنا أو هناك". الولد الذي احمرّ وجهه وعلت نبرة صوته أجاب جده بالقول: "النت موجود يا جدي فلماذا نرهق أيدينا وعقولنا ووقتنا بالتفكير والابتكار والبحث؟ .. ثم إن كل الطلبة يفعلون ذلك، ولو قررتُ أن أنفذ كلامك بالبحث في الكتب، فإن بحثي لن ينتهي قبل أسبوعين، وأستاذ العلوم مستعجل"!! ويعاود الجد نصح حفيده: "الانترنت علم معظمكم يا أبناء الجيل الجديد: الكسل والبلادة ووضعكم في غيبوبة طويلة أتمنى أن تفيقوا منها قريبًا"، ليقارعه الفتى في الرد بقوله: "لا بل الانترنت اختصر لنا الزمن وسهّل وصول المعلومة وزاد من عدد الأصدقاء على مستوى العالم". [title]رؤية.. فإنجاز[/title] من جانبه قال الناشط في مجال التنمية البشرية م. محمود البلعاوي –خلال حديثه للشباب- "الإنترنت عالم افتراضي أخطأ بعض الشباب في فهمه، حيث تحول في حياتهم إلى عالم حقيقي.. بل أضحى عالمهم الأول"، معقبًا: "فقد أوجد لهم الصداقات وسهل لهم التعارف على أناس جدد وتبادل العلاقات الاجتماعية.. لدرجة أن أحدهم لا يفارق الشاشة قبل أن ينهي دوامًا مدته أكثر من 12 ساعة غرقًا في هذا العالم الذي سرقه عن عالمه الحقيقي". وأضاف: "لقد سبب هذا الواقع الكثير من الإشكاليات في حياة الشباب؛ فأضحى هناك جمود في الفكر وخمول في الجسد وكسل في العقل، ومن المفترض أن يوظف الشباب عنصر الانترنت بصفته أحد عناصر التكنولوجيا المعاصرة بالطريقة الإيجابية والعلمية والعملية، حيث أظهرت بعض النتائج أن ما يفوق 70% من استخدامات الانترنت تتعلق بالأمور غير العلمية رغم الزيادة الملحوظة في استخدامها بين الفلسطينيين". ولا يضع كثيرون من مستخدمي الانترنت لأنفسهم محددات وقتية أو معرفية لاستخدامه، وهذا –تبعًا للبلعاوي- سببه حالة الفراغ التي يعيشها الشباب، والتي تشكل عائقًا أمام إبداعهم "إذ لا إنجاز دون رؤية"، مستدركًا: "لا ننكر أن الانترنت مصدر معرفة سهّل الوصول إلى المعلومة واختصر الوقت والزمان، لكن على الشباب أن لا يستغنوا عن التجربة والتطبيق". وطالب المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني باحتضان الإبداع الشبابي، "عبر برامج دعم المبادرات الشبابية" تمامًا كما حدث مع بداية عام الشباب، معلقًا: "المبدع لا يتذرع أبدًا بعدم وجود احتضان لقدراته؛ فقمة الإبداع تكون بأقل الإمكانيات". [title]مسئولية مشتركة[/title] من جانبه بين الناشط في التنمية البشرية محمد عوض أن الانترنت أكد على فقدان معاني الابتكار والإبداع والتأمل لدى الشباب، غير منكر وجود المبدعين الذين لا يزالون يواصلون ليلهم بنهارهم لإنجاز مشروعات تصنع لهم بصمة في هذه الحياة في مجالات التكنولوجيا والهندسة وغيرها، قائلاً: "الاستعانة بالانترنت ليس مشكلة بحد ذاته، لكن المشكلة تكمن في الاعتماد عليه ونقل الأفكار منه كما هي دون إعمال العقل، أو تطوير الموجود فيه". وأكمل: "لا يمكن أن نحمّل الانترنت فقط مسؤولية عدم الابتكار والإبداع لدى الشباب؛ فالمسؤولية مشتركة بين الشباب والمجتمع بكل مؤسساته، ثم الانترنت"، مشيرًا إلى افتقاد الشباب للحاضن الحقيقي لمشروعاته وعدم توفر التوجيه الصحيح لاستخدام الانترنت من قبل الأسرة أولا ثم المدرسة ثانيًا. وبين أنه يجب التمييز بين المبدع وغيره بإعادة الدور إلى غرف المواهب في المدارس ثم إيصال الكشوف للجامعات التي يُنقلون إليها من باب الرعاية المستدامة لهم، مؤكدًا على دور الأسرة في رعاية الموهوبين عبر التواصل الفعلي مع المؤسسات الرسمية وغيرها لتعزيز جانب الموهبة عند أبنائهم.