خبر: لماذا قدمت "إسرائيل" التسهيلات الاقتصادية لغزة؟
14 أكتوبر 2014 . الساعة 11:32 ص بتوقيت القدس
أثارت التسهيلات الإسرائيلية المفاجئة التي قدمت لقطاع غزة خلال الأيام الماضية حالة من الحيرة لدى الشارع الغزي، الذي لم يكن يتوقع كبار السن فيه على الأقل أن يصلوا في المسجد الأقصى بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، ورد المقاومة الذي فاجئ العدو قبل الصديق. ومن التسهيلات التي قدمتها "إسرائيل"، إصدار 1500 تصريح لغزيين بزيارة المسجد الأقصى خلال أيام عيد الأضحى المبارك وما بعده، والسماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وكذلك الحديث عن منح 5000 تصريح للعمل داخل "إسرائيل" لسكان قطاع غزة. إلا أن العديد من المحللين والخبراء أجمعوا على أن تلك التسهيلات متوقعة، وما هي إلا جزء من اتفاق وقع مع المقاومة الفلسطينية، وإن لم يعلن عنه في الإعلام، ناهيك عن قناعة الاحتلال الإسرائيلي أن سياسة العصا مع قطاع غزة ومقاومته فشلت فشلاً ذريعاً بعد ثلاثة حروب مدمرة تخرج المقاومة الفلسطينية بعد كل حرب أقوى من التي سبقتها، مفضلاً –الاحتلال الإسرائيلي- خيار الجزرة علها تفض جماهير غزة من حول المقاومة. [title]جزء من اتفاق [/title] المحلل السياسي "مصطفى الصواف" اعتبر أن التسهيلات الإسرائيلية هي جزء من اتفاق أبرم مع المقاومة الفلسطينية، التي فرضت على المحتل رفع الحصار عن قطاع غزة مقابل الحصول على الهدوء، بالإضافة إلى قناعة "إسرائيل" أن تلك التسهيلات ستلغي أي أسباب للمواجهة في المستقبل القريب. وتوقع الصواف في تصريحات لوكالة [color=red]"فلسطين الآن" [/color]الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن تلتزم "إسرائيل" بقدر معقول مما تعهدت به أمام المقاومة الفلسطينية، وهذا لا يعني أنها لن تتنكر لبعض ما اتفقت عليه، والمستقبل القريب سيكون الحكم على التصرفات الإسرائيلية تجاه غزة. وشدد المحلل السياسي على أن وجود آليات عربية ودولية وفلسطينية في هذا الاطار هو الضامن لتلزم "إسرائيل" بما وقعت عليه، وكي لا تعطل على الأقل عجلة الإعمار من خلال تأخير أو منع إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة. [title]تخفيف الضغط عن غزة [/title] من جانبه، أرجع المحلل السياسي "محسن أبو رمضان" تلك التسهيلات إلى عدة أهداف ترمي "إسرائيل" إلى تحقيقها وهي، تخفيف حالة الاحتقان والضغط على قطاع غزة، لأنها تدرك أن الوضع يتدهور هناك بشكل كبير ومستوى المعيشة صعب للغاية وهو ما يدفع بأهل غزة وخاصة جيل الشباب إلى حسر تفكيرهم في محاربة "إسرائيل" التي تحاربهم في أبسط مقاومات الحياة. وأضاف في حديث لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] الإخبارية ظهر اليوم الأربعاء، "سلطات الاحتلال تسعى من تلك التسهيلات للاعتماد والاستفادة من الأيدي العاملة في قطاع غزة كونها أقل كلفة من الأيدي العاملة الأجنبية، ناهيك عن أنها تريد أن تجبر عمال قطاع غزة تعمير المناطق التي دمرت بفعل الصواريخ خلال الحرب في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وتعوض بعضاً من خسائرها الاقتصادية". وأوضح أن "إسرائيل" تضع نصب عينيها تجميل وتعديل صورتها التي شوهت بشكل كبير بعد الحروب المتتالية على قطاع غزة أمام الرأي العام العالمي، وذلك من خلال تلك التسهيلات التي تقول بها للعالم أنها مع حق الفلسطينيين في الحياة. وتوافق أبو رمضان مع سابقه، في أنه لا يوجد ضمانات تلزم "إسرائيل" بالاستمرار في تلك التسهيلات وعدم تقليصها، لأنها في النهاية تعتمد على المزاج الإسرائيلي، مشدداً على أن وجود آلية مشتركة دولية وعربية من أجل استمرار تلك التسهيلات، وخاصةً إدخال مواد الاعمار. [title]إدارة الصراع [/title] وفي ذات السياق، قال المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي أن" إسرائيل" بدأت بتقديم تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بهدف إدارة الصراع بدلاً من العمل باتجاه حل الدولتين وإفشال خطوات السلطة في الأمم المتحدة للمطالبة بدولة مستقلة وإنهاء الاحتلال بهدف بسط السلطة سيطرتها على الضفة ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن الإسرائيلي. وحسب بن يشاي، فإن تسهيلات كبيرة سيتم تقديمها للفلسطينيين في الضفة من أجل منع قيام انتفاضة ثالثة، فيما ستهدف التسهيلات في غزة لخلق هوة بين حماس وسكان القطاع بعد تسهيل عملية إعادة الإعمار وتصويب مسار بعض القرارات لصالح السكان الذين حينها سيضغطون على حماس لعدم الدخول في مواجهة جديدة مع الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة أن سكان غزة سيكونوا في مواجهة حماس مستقبلاً، خاصةً في حال نجحت التسهيلات بإعادة وجه غزة أفضل مما عليه منذ سنوات الحصار بسبب حكم حماس. وشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسع النطاق ضد قطاع غزة في الفترة من 7 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين مما أدى إلى استشهاد أكثر من ألفين و140 فلسطيني وتدمير هائل في آلاف المنازل السكنية والبني التحتية في القطاع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.