29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.67°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.67°
الجمعة 02 اغسطس 2024
4.83جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.09يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.09
دولار أمريكي3.79

خبر: ثمانيني: تصبحون على حماس

هاجر مع من هاجر من الأرض المحتلة على وقع القنابل والصواريخ ، لا تتعب نفسه ولا تكل حنجرته من الحديث عن سالف الأيام عن "الماصية والحاكورة" ، ولا عن كرم العنب على شاطئ أسدود المحتلة ، حفرت سنوات الظلم والقهر على وجهه أخاديد عميقة لا يمكن أن تمحوها السنوات الطويلة التي مرت بعد ذلك ، بل أراها تزداد عمقاً على خديه مع مرور الزمن . يحكي في السياسة كثيراً ، وتراه ينحرف تلقائياً وبدون مقدمات للحديث عن رحلاته لأرضه التي تركها وأهله عام 1948 م بعدما سمح لهم الاحتلال الصهيوني بذلك فترة السبعينات ، حفظ أحفاده الحكاية التي حكاها لهم ألاف المرات ، لكنهم في كل مرة يسمعونها منه بكل شغف وكأنهم يسمعونها لأول مرة . قهوة غبن كانت موجودة ، وسور المدرسة ، ودار الحاج أبو فلان ، والمسجد موجود بس المئذنة رايحة مع القصف " عينة من كلامه المحفوظ القديم الجديد . الحاج أبو محمد يقطن قطاع غزة ، شارفت سنوات عمره على الثمانين عاماً، لا زال يحتفظ بذكريات الأرض وروعة النسيم على التلة في كرم العنب قبالة الشاطئ ، يعيش هذه الأيام وسط ترقب شديد لحدث لم ينقطع عنه منذ سنوات طويلة . " احسب حسابك الساعة تسعة ونص يوم الأربعاء بتكون قدام باب الدار جاهز علشان نروح على غزة ونقعد قدام علشان نشوف كل حاجة " ، بهذه العبارة التي كررها عشرات المرات أوصى الحاج أبو محمد حفيده سامح الذي يعمل سائقاً على الحضور باكراً لنقله إلى مكان إقامة مهرجان انطلاقة حماس الرابعة والعشرين حيث الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة . غريبة .. من الذي عرّف هذا الثمانيني بحماس وجعله بهذا الحماس يخطط للخروج والمشاركة التي عادة ما يتحمس لها الشباب والرجال أصحاب الصحة والسلامة الجسدية ؟ " الحق واضح مثل الشمس ، وحماس تعمل للحق وعملها واضح وأوضح من الشمس " هكذا فاجأني بكلامه بعد منتصف سؤالي عن دافعه للمشاركة في مهرجان حماس . لا يزال عالقاً في ذهن أبي محمد أسماء قادة حماس وكتائب القسام ، ولا يجد أي عناء في تعداد عدد كبير من أسماء القادة الشهداء من حركة حماس الذين قضى كثير منهم في انتفاضة الأقصى لا بل في الانتفاضة الأولى أيضاً . " حماس قدمت قادتها وقادتها قدموا أبناءهم شهداء ، وقدمت شبابها استشهاديين ، وصمدت في الحرب ورفضت التنازل ، وما فرطت بعودتنا لأرضنا وحررت إلنا أسرانا ... " كيل من المديح لم يتوقف وكل محطة من هذه لها شرح عند أبي محمد وتفصيل . أدهشني الموقف صراحة ، فلم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن هذا الرجل العجوز الذي يمشي إلى المسجد كل صلاة بهدوء وبطء شديد بسبب قدرته المحدودة على المشي ، ويقضي معظم وقته ذاهباً إلى المسجد وآتياً منه عنده من السياسة ما عنده ، وعنده من القدرة على ترتيب أوراق حوار فصائلي كأقوى محاور سياسي . " والله يا حاج بتنفع ناطق باسم حماس " قالها له أحد الذين شاركونا الجلسة ، فرد أبو محمد ضاحكاً " يا ابني حماس خلت الحجر ينطق ". يستذكر أبو محمد تلك الزيارة التي زارها الشيخ أحمد ياسين للمسجد القريب من بيته ، ويستذكر كيف ضحك الشيخ في وجهه عندما سلم عليه " رحم الله الشيخ أحمد ياسين والله كان راجل رغم إنو كان مشلول " . أبو محمد في كل عام يضع طاقية حماس فوق عقاله الذي لا ينتزعه من فوق رأسه، ويسير بصحبته أحد أحفاده يرفع راية حماس ، ويجلس في انتظار بدء المهرجان ساعات طويلة تزيد على أربع ساعات ولا يقوم من مكانه حتى ينتهي المهرجان عن آخره ، ويتفاعل مع النشيد الحماسي، وكثيراً ما تراه يقوم من مكانه ويلوح براية صغيرة ربطها في أعلى عكازه الذي لا يفارق يده . اشتد غضبه واحمرّ لون وجهه عندما مازحه أحد الجالسين بقوله " مهرجان السنة مش راح يكون فيه ناس كثير ، الناس زهقت مهرجانات ". ارتفع صوته وكأنه فقد صوابه وقال :" أهل الحق يزيدون والباطل سيزول ، ويوم الأربعاء هتشوفوا انو حماس أكثر قوة وأكبر عدد ، ومش ضايل ، كلها يومين وبذوب الثلج وببان المرج وغزة كلها هتكون خضار في خضار " . تحدث أبو محمد طويلاً ، انتقد المفاوضات ، وترحم على الشهداء ، وحكى عن حروب فلسطين ، انتصف الليل ولم ينتصف حديثه الذي لم تقطعه سوء تثاؤباته التي بدأت تؤثر على يقظة عينيه ما دفعه لينهي كلامه وجلسته بضحكة كبيرة ،وهم قائماً يقول ممازحاً " تصبحون على حماس". ثمانيني: تصبحون على حماس ثمانيني: تصبحون على حماس ثمانيني: تصبحون على حماس ثمانيني: تصبحون على حماس