29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: "بين الفول النابت والبراغي"

داخل الفصل في المرحلة الاعدادية كانت رائحة الفُول النَّابت، والتُّرْمُس، والزيتون والفلفل الأحمر تَهِبُّ من المقعد قبل الأخير من ناحية النوافذ... تشعرني بسعادة غامرة... إبراهيم مميزٌ في الفول النابِتْ، يملأ كيسه كل يوم بما لَذَّ وطَابْ من الليمون المقطع والكمُّون والفول النَّابت والتُّرمس ويضعها في الحقيبة بجانب الكتب المدرسية ويأتي للمدرسة... الأستاذ يشرح الدَّرْس وإبراهيم يواصل الضَّرْس، يضع الكيس داخل دُرج الطاولة "البّنْكْ"، -طاولات وكالة الغوث في مدارس اللاجئين مفتوحة من الوسط تشبه الخزانة الصغيرة-.... ذات مرة صرخ المدرس: رائحة الفول تملأ المكان.... -هداك الله "خلِّي الشَّباب تآخد راحتها"-... كان ابراهيم يُرْسِلْ لنا بعض المساعدات الغذائية من خطوط الإمداد الخَلْفِيَّة، فخزانة طاولته تشبه مخازن التموين لوكالة الغوث، مليئة بالفلفل الأحمر والزعتر والزيتون.. ابراهيم لم يعشق الفول النابت فقط بل كان يعشق البراغي وقطع الحديد، لم أر مقعده يوماً ثابتاً، وكان يبحث عن زوايا الحديد الصغيرة من غُرَف تدريب الصِّناعة، وكذلك بعض المفَكَّات، ويجمع كل ما يتعلق بهذا المجال... فحقيبته عامرة أيضاً بالبراغي والزَّوايا والممفكَّات أشكالاً وألواناً.... مرَّت السنوات وقبل شَهْر بالضبط رأيت إبراهيم يجلس في محل كبير ضخم لبيع أدوات البناء، كالبراغي والمسامير والمفكَّات والمناشير.... والغريب أن أمام مكتبه كيس أسود مليئ بالفول النَّابت والتُّرْمس والليمون.. سألته كيف هي أمورك فقال: بألف خير والحمد لله هذا كيس الفول النَّابت، وهذا صندوق البراغي، والمال وفير، والصِّحة بخير والحمد والشكر لله.... أتحدى أحداً يعرف في أدوات البناء مثله.... لقد حدد هدفه وحصل عليه، وحافظ على عشقه مع الفول النابت...