18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: بداية النهاية في استراتيجية القدس

ما يجري في القدس وفي المسجد الأقصى على وجه الخصوص، هو بداية النهاية لمعركة (إسرائيل) القديمة في القدس، والتي بدأت في عام ١٩٦٧م بعد سقوط المدينة المقدسة، والضفة في قبضة الاحتلال العسكري أولا، ثم في قبضة الاحتلال الاستيطاني ثانيا. نحن الآن في العام ٢٠١٤م، أي بعد (٤٧) عاما من بدء الاحتلال العسكري للقدس. في هذه المدة الطويلة لم تتوقف أعمال ضم، وتهويد القدس ليوم واحد، بل تنافست حكومات (إسرائيل) المتعاقبة على تنفيذ استراتيجية: ( القدس يهودية، وعاصمة إسرائيل الأبدية، التي لا تقبل إعادة التقسيم). الفارق بين عام ٢٠١٤، وما قبله من أعوام فيما يتعلق بالقدس، أن هذا العام يوشك أن يكون عام ( بداية النهاية لاستراتيجية القدس) ، وإسقاط أي أمل عند الفلسطينيين، أو العرب، أو المجتمع الدولي، في إعادة تقسيم المدينة، أو السماح بنفوذ فلسطيني شكلي أو غير شكلي في المدينة، إضافة إلى بدء معركة تقسيم المسجد الأقصى ( زمانياً ومكانياً) بين المسلمين واليهود، وإنهاء السيادة الاسمية الشرفية للمملكة الأردنية على المسجد الأقصى، وإقامة السيادة الإسرائيلية عليه. لقد احتدمت معركة القدس، وشهد المسجد الأقصى صراعا يوميا محتدما ومتواصلا بين المرابطين فيه، وبين المقتحمين له من المستوطنين ، ودعاة الهيكل وهدم الأقصى. كانت معارك الأقصى في الأعوام الماضية متفرقة، بحسب المناسبات والأعياد اليهودية. اليوم معركة الأقصى يومية ومتواصلة، وتقودها شخصيات مركزية في الكنيست والحكومة، وقادة الاستيطان. المعارك المتواصلة توشك أن تصل غايتها، بإقرار حلّ التقسيم (المكاني والزماني) . من أخطر قرارات حكومة نتنياهو بشأن القدس بعد توقف المفاوضات، والحرب على غزة، قرار إقامة (١٠٦٠) وحدة سكنية في القدس، وهو بهذا القرار يتصالح مع اليمين الاستيطاني، ويواصل تنفيذ استراتيجية القدس باضطراد، وسرعة، تلائم الحالة القائمة في داخل دولة الاحتلال من ناحية ، وفي داخل المنطقة العربية برمتها من ناحية أخرى. لا توجد بيئة سياسية على المستوى المحلي، والعربي، والدولي، أنسب من هذه البيئة، التي أوجدتها الثورة المضادة ضد ثورات الربيع العربي، والهجمة السياسية العدائية ضد الإسلام السياسي في المنطقة العربية والعالم، والتي أوجدها التحالف الدولي والعربي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث غابت القدس والمسجد الأقصى عن المشهد الذي يحرك هذه العواصم والقادة، لحكومة دولة الاحتلال لاستكمال تنفيذ استراتيجية القدس. المسجد الأقصى لم يعد مثيرا للاهتمام، لا على مستوى الدول العربية مجتمعة، ولا منفردة، ولا على مستوى المؤسسات الجامعة للعرب، أو للعرب والمسلمين ، ولم تعد أنظار القادة تتجه نحو فلسطين أو القدس، بعدما استولت على أنظارهم كوباني والموصل، والصراع المذهبي. هذه البيئة هي الأسوأ التي تواجهها القضية الفلسطينية منذ النكبة في عام ١٩٤٨م وحتى الآن. معركة القدس محتدمة ولكن بلا تحالف ينقذها من إرهاب الاحتلال والاستيطان، ومعركة كوباني محتدمة ولكنها محظوظة, فثمة تحالف من أكثر من خمسين دولة لحمايتها من تنظيم الدولة، فهل الخطر على الإسلام والمسلمين، وعلى العرب والعروبة قادم من بلاد الفرات، بينما السلام والاستقرار والحب قادم على العرب والمسلمين من تل أبيب؟! هذه البيئة المقلوبة ، والمعادلة المقلوبة هي التي عجلت بمعركة القدس الحالية بما فيها من أخطار قد لا تحتمل تداعياتها المنطقة، ولا فلسطين المحتلة، بينما السلطة الفلسطينية التي تدعي المسئولية عن القضية تتلكأ، وتتردد في مواجهة معركة الأقصى والقدس، بل يزور رئيس حكومتها الأقصى لتبريد غضب المرابطين وسكان القدس، وهو قول قالته مصادر إعلامية إسرائيلية.