18.57°القدس
18.31°رام الله
17.19°الخليل
23.04°غزة
18.57° القدس
رام الله18.31°
الخليل17.19°
غزة23.04°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: أغلق الأقصى وأنا حي!!!!

جلاد هو التاريخ لا يعرف الرحمة لمن يشاركون في تسويد صفحات أوطانهم وشعوبهم وأممهم مشاركة الخونة، او بسكوت المتخاذلين والانهزامين! تدور الاحداث وتنقضي الأزمان ويفنى الشخوص وتبقى ذاكرة التاريخ لا تنسى ولا ترحم ورزنامته حاضرة يوما بيوم بل دقيقة بدقيقة، تقول حدث في مثل هذا اليوم كذا وكذا ومهما حاولت الشعوب الاختباء او النسيان من ايامها وافعالها وأحداثها المشينة فستجد التاريخ يقف لها بالمرصاد لا يبدل ولا يغفر، ما لم تنسلخ الشعوب انسلاخا كاملا وتتبرأ براءة شاملة من تاريخ أجداد لم يجلبوا لهم سوى العار والشنار وذلك بتسجيل أسمائهم في سجلات الفخار ليمحوا بالحسنات السيئات. لقد فهم المسلمون الاوائل أن الله قد أكمل لهم دينهم فلم يرضَ المؤمنون منهم بأن ينتقص شيء من هذا الكمال في واقع الحياة فأقام أبوبكر الدنيا ولم يقعدها على عقال لو فكر المرتدون ان يمنعوه من مال الزكاة، وطاف عبد الله بن الزبير سباحة حول الكعبة يوم اصابها السيل، وتحمل ابن حنبل كل أنواع الأذى والمهانة للدفاع عن القرآن، وسير المعتصم الجيوش لصرخة امرأة مسلمة في الأسر، وأبى صلاح الدين أن يبتسم والصليبييون يرتعون في بيت المقدس، ولسان حالهم أجمعين ذلك السؤال الاستنكاري: «أينقص الدين وأنا حي؟!»فلم يخطر ببال اي منهم لا قليل ولا كثير الاستنقاص من قدر الدين الكامل أو شعائره أو أهله او مقدساته وفيهم نفس وحياة ترضى بالذل والهوان!!! (لأول مرة ) والعنوان والحدث جذاب بحد ذاته يسترعي الانتباه والاهتمام لمعرفة هذه الباكورة وهذا الانجاز، ثم تهبط القلوب من عل للدرك الاسفل عندما تعلم أن الخبر يتعلق بالمسجد الاقصى، وان هذه المرة الأولى تتعلق بإغلاقه تماما وعدم السماح بالصلاة فيه وحتى رفع الأذان والاغلاق التام، هذا لم يحدث حتى في عصور الصليبيين الاكثر حلكة وظلمة ودموية في تاريخه!!! الأقصى يغلق بالكامل لأول مرة منذ عقود وسنوات في عام ٢٠١٤ في حياتنا ونحن نلهو ونلعب دون أن نحرك ساكنا ولا حتى بالاستنكار كأضعف الإيمان، ليكتب في تاريخنا ان هذا الجيل هو أول جيل مسلم شهد وقبل بإغلاق قبلة المسلمين الاولى وثالث المسجدين إغلاقا تاما عن الصلاة!!! هي ثلمة وسوءة في سيرة كل صاحب دين ومبدأ وعقيدة ستظل ماثلة لتقرع من كان بهم بقية من ضمير بنقصان الدين الكامل وهم أحياء يُرزقون أوهكذا يظنون! بعد الفتح المحمدي الاول والعمري والصلاحي الثاني والثالث يأتي الاغلاق بل الاغلاق التام في عهدنا ليدنس الحاضر ويلقي بظلاله السيئة على التاريخ؛ فالحاضر أشد وقعا وقوة وليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من يقول ها أنا ذا! نقص الدين ونحن احياء وانتقص من أرض البركة وأرض المعراج وأرض المحشر والمنشر ونحن أحياء، فأي حياة تلك حياتنا وأي نوع من البشر نحن؟ «عبادا لنا» اولئك فقط هم الذين لا يسمحون أن ينتقص من الدين ولو عروة وهم احياء! «عبادا لنا» لا ينتظرون اجماعا ولا حكومات ولا ملوكا ولا جيوشا بل يخرج الواحد منهم فردا الا من قوة إيمانه ليسوءوا وجوه بني اسرائيل ويؤلمونهم كما يؤلموننا! لقد نقص الدين ونحن أحياء ويجب ان نذكر هذا بندا في سيرة حياتنا ولا ننساه، بل ونقرّع به ما بقي من صحوة مواتنا، فالعبد يُقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة!