20.18°القدس
19.81°رام الله
18.3°الخليل
25.09°غزة
20.18° القدس
رام الله19.81°
الخليل18.3°
غزة25.09°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: شبح الضيف يطارد ضابط في "الشاباك" الإسرائيلي

وصف ضابط في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ، يدعى "يونتان"، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، بأنه شخص يتمتع بقدرة عالية من الصبر مع الكثير من التواضع، وقد تحول في مرحلة متقدمة إلى شخص يقدسه رجالاته، يهتم بهم أكثر من اهتمامه بنفسه، على حد تعبيره. جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة العبرية الثانية التي قالت إن "يونتان، وللمرة الأولى، وافق على إجراء مقابلة ستعرض لاحقا في برنامج " "عوفداه" : يتحدث خلالها عن مطاردته للضيف وعن العديد من محاولات التصفية التي كاد يقضي فيها عليه". وكان "يونتان" يعمل مسئولًا في "الشاباك" عن مناطق في القطاع عام 1989، وتعرف على الضيف للمرة الأولى بعد اعتقاله على خلفية القيام بفعاليات شعبية في الانتفاضة الأولى ، ومكث حينها قرابة العامين قبل الإفراج عنه. وذكر أن "الضيف عمل في البداية على كتابة اليافطات لحركة حماس داخل الجامعة الإسلامية وخارجها؛ نظراً لخطه الجميل وكان عضواً في لجنة الزخرفة ، ثم انتقل للعمل السري بعد الإفراج عنه من السجن". وتحدث "يونتان" عن العملية الأولى التي نفذها الضيف وكان مسئولاً عن خلية أسر الجندي "ألون كرفاني"، حيث قام بذبحه وإلقائه في حقل بخانيونس، ولكن شاءت الأقدار أن لا يموت الجندي وبدأت "إسرائيل" في تعقب خلية الضيف الأولى". وخلال وقت قصير وصل إلى "يونتان" أحد عملائه وتحدث له عن شخص يتباهى بأنه قتل الجندي وألقاه في الحقل، وفي ذات المساء خرج "يونتان" مع قوة عسكرية واعتقل المشتبه به وأوصلوه إلى طاقم التحقيق. ولحظة عودته لمنزله سمع صوت مسئول طاقم التحقيق على جهاز الاتصال يطلب منه العودة واعتقال من اعترف عليه ذلك الشاب ويدعى محمد إبراهيم دياب المصري ضيف، وعندها عاد "يونتان" وتلقي مواصفات المكان وتوجه لخانيونس مرة أخرى K لكنه لم يكن في البيت . وأشار "يونتان" إلى أن وصول القوة جاء متأخرًا، ومنح الضيف ساعة ونصف من حين اعتقال مساعده حتى فهم بأن حياته في خطر وعندها بدأ عمله السري الذي لم يظهر بعده حتى هذه الأيام. ولفت إلى أن أكثر ما آلمه هو تمكن الضيف بعدها من تنفيذ عملية أسر الجندي "نحشون فاكسمان" وقتله والإشراف على عملية تفجيرية في خط الباص رقم 5 في "ديزنغوف سنتر" بـ"تل أبيب" بعد ثلاث سنوات من تضييع فرصة اعتقاله . وقال "يونتان" إن الضيف "سيتعلم الكثير من محاولة اعتقاله الأولى وسيتحول لقاتل ذكي لا يمكن رؤيته".. مضيفا "للدخول إلى مكان ديني ومغلق كحماس أنت بحاجة لشخص ذا جاذبية على المستوى الشخصي وإنساناً جيداً وهذا الأمر بحاجة للكثير الكثير من الصبر، وأحيانا سنوات". وأضاف "نتحدث عن شخص علماني في الأساس والذي سيكون مستعداً بعدها لأن يقوم في الرابعة فجراً ليصلي في المسجد وعدم تضييع أية صلاة، وأن يكون منضبطاً، وعليك أن تحافظ عليه حتى لا يغير جلده لأنك تقوم بتعليمه الآن، ولكنهم سيغسلون له دماغه مرة بعد مرة، وبعدها يأتي لمقابلتك وهو يفكر كيف سيطعنك لأنك تمثل الشيطان بالنسبة له". وبحسب "يونتان"، فإنه وعلى الرغم من النجاحات التي قام بها "الشاباك" تحول البحث عن ضيف أمراً محبطاً من عملية لعملية، فكان يقتحم بيت عائلته مرة بعد مرة ليحاول التعرف على عاداته والبحث عنه بعد أن ارتفع موقعه في حماس، واصفًا عائلته بأنها عادية ولم تبد عليها أي علامات خاصة. [title]الضيف ويونتان[/title] دخل أحدهم للمقابلة والابتسامة على وجنتيه، وقال ليونتان "الضيف تحدث عنك، وقد حذرنا" وعندها بدا "يونتان" متفاجئًا وطلب المزيد من التفاصيل فقال له الناشط إن "الضيف طلب منه الحذر من عيون يونتان عند الدخول لمقابلته". في حين قال يونتان إن "الضيف لم يكن يتأثر من مضايقتنا لعائلته وأن أكثر ما كان يخرجه عن طوره هو نجاح الشاباك في إحباط إحدى عملياته". ورداً على سؤال هل شعرت يومًا أنه يطاردك، أجاب "يونتان" "الحلم الأكبر لدى كل ناشط بحماس هو قتل ضابط في الشاباك فما بالك إذا كان الحديث عن مسئول المنطقة فقد كان ضيف ذا روح معنوية عالية ورغبة جامحة في العمل ضدنا مع رؤية إسلامية متطرفة وكان يراني هدفه الأهم، ووضع شخص يدعى "أبو هتلر" مكافئة مالية لمن يتمكن من قتلي فقط لأنني أحبطت إحدى عملياته". وأضاف "فما بالك إن كان الحديث يدور عن محمد ضيف فقد بعث أشخاصًا إلى داخل إسرائيل للحصول على تفاصيل عني". وتحدث الضابط الإسرائيلي عن الضيف وكيفية وصوله إلى هذا المستوى في الجناح العسكري، قائلاً "هو شاب يتمتع بقدرة عالية من الصبر مع الكثير من التواضع وتحول في مرحلة متقدمة إلى شخص يقدسه رجالاته وكان يهتم بهم أكثر من اهتمامه بنفسه". وأضاف"هو بخلاف القادة الآخرين فلم يكن فاسدًا وحولته عمليته الفاشلة الأولى مع الجندي كرفاني إلى مخطط ناجح وهو رجل عمليات جيد، ليس فقط على المستوى التكتيكي ولكنه كان يعرف كيف يجد الأشخاص المناسبين ويمتلك قدرة عالية على الإقناع فقد أقنع أشخاصاً بتنفيذ عمليات". وتطرق الضابط الإسرائيلي إلى اشراف الضيف على وضع عبوة على خط القطار قرب اللد وتمكن "الشاباك" من احباطها واعتقال المتهمين قبل تنفيذ المهمة، وأطلقت طائرة صاروخا من نوع "هلباير" على المركبة التي كان فيها الضيف ما أدى لإصابته بجراح بالغة بحسب يونتان. ولفت إلى أن الضيف أشرف بنفسه على تلك العملية التي وصفها بـ"المعقدة"، رافضًا في الوقت ذاته الإفصاح عن كامل تفاصيلها ولكنه أعرب عن خيبة أمله بسبب خروج الضيف من العملية وهو على قيد الحياة. واعتبر "يونتان" أن سبب ترك الضيف لخان يونس في منتصف التسعينات والذهاب إلى الضفة جاء بسبب نشاطات الشاباك هناك وقناعته أنه لو لم يتركها لاعتقل على الفور من جيش الاحتلال. ورداً على سؤال حول شعوره تجاهه، قال إنه "يقدره ويعتقد بأن قدرة "إسرائيل" على قتال عدوها ستتحسن إذا توقفت عن الاستهانة به"، منوهًا إلى أن قوات الجيش والشاباك علموا خطورة هذا الرجل متأخرًا".